254

ودخلت سنة تسع وثمانين وألف

استهلت بالثلاثاء، والأسعار في الشدة والغلاء: القدح الحنطة بسبعة حروف، والذرة بخمسة، والشعير بأربعة[201/ب] والشبكة التبن بسبعة ، والرطل السمن بستين بقشة، واستوى هذا السعر في جميع اليمن، إلا أنه قد ينقص حرفا ويرجع إليه.

ووصل بعض شيء من الطعام من بلاد الحبشة، لما بلغهم الغلاء، فدخل إلى اللحية وغيرها واستمر هذا السعر إلى آخر هذه السنة، إلا أنه استقر من بعد على الثلاثة الحروف للشعير، والذرة إلى أربعة، والبر إلى خمسة؛ وسبب ذلك قلة أمطار الخريف، فكانت ثمرة الصراب ضعيفة.

وفي خامس هذا الشهر وصلت كتب الحجاج إلى اليمن يخبرون بأن الحج كان مباركا، وأن السعر الكيلة المكية بعشرة كبار مصري، والخارج من الشام ومصر والعراق العادة، والشامي أقوى من المصري والعراقي. وخرجت أوامر من السلطان إلى الشريف بركات أنه يخرج من مكة، ويكون استقراره بالحجاز؛ لأجل قبائل عنزة، فخرج عن مكة بعد أن أراد الاعتذار، فلم يعذره، وأخرج أهله وحريمه وخزائنه وأكثر عساكره، وجاء الخبر بعد ذلك بأن الزوار وافقوهم في المدينة، وحصل مع الشريف أوهام من ذلك الأمر بالخروج من مكة، وإن كان ظاهره لإصلاح الطرق، لكنه كان العادة لوالي مكة الاستقرار بها، ويكفيه غيره في تلك الجهة.

وجاء خبر وفاة الوزير الأعظم للسلطان بالروم وأقيم آخر في مقامه، ولما بلغ محمد بن سليمان الذي كان انتصب بمكة بتصريف المقررات، وكان المولي له ذلك الوزير خرج عنها إلى المدينة النبوية، ولعله يرجع بلاده، إذ هو من بلاد فاس بالغرب الجوان، وهو من أهل العلم والعرفان.

وفي هذا الشهر طلع السيد جعفر بن مطهر الجرموزي متولي العدين، واطلع معه حمولة للمهدي قريب ثمانين حملا، وطلع في أثره جماعة من مشائخ العدين يشكون على المهدي من كثرة المطالب، فاستبقى المهدي جعفر عنده وزلجهم.

مخ ۵۶۱