وفي شهر القعدة سار علي بن أحمد صاحب صعدة إلى بلاد رازح، والعسكر يقبضون منهم المطالب، ويجرون عليهم ما كان عليهم من المراتب، فمنعوهم عن تنفيذ ما طلبوه، ولم يمتثلوا لما أمروه، وقالوا: لا نسلم إلى صاحب صعدة، ولا نرضى أحدا يأتي إلينا من عنده. وقال خولان: خطوطه عليه شاهدة برفع مطالبنا، وما وضعه لنا، فلم يقررهم أصحاب[199/أ] علي وقالوا: لا بد من التسليم منكم، لما به أمرتم، فقالوا: هذا السيف بيننا وبينكم، فاقتتلوا وراح من الجانبين نفوسا، وردوا أصحاب علي يؤوسا، فلما أن بلغ علي قصدهم، ودخل قلعة رازح. وعيال المتوكل إسماعيل بن القاسم قد كان استراحوا بهذا الصد منهم، والمنع لهم، لما في نفوسهم وقالوا: تلك البلاد لحسن صنوهم، والمهدي أحمد قالوا: ما كان ينبغي منه تخلية علي يتولاهم، ولكل منهم هوى والميل لمحبة الرياسة من الجميع، والمنافسة في هذه الدنيا وهو عين المحق عليهم، مع اختلاف نياتهم، فإن نيات الملوك مؤثرة في رعاياهم وبسببها يعود المحق عليهم.
وفي أول يوم شهر الحجة رحل أحمد بن الحسن من قاع الرقة إلى الروضة، وكان قد لقاه صاحب صنعاء محمد بن المتوكل وغيره اليوم الأول إلى الرقة، وعادوا بيومهم، وأحمد بن الحسن دخل صنعاء من الروضة من باب السبحة مجردا ، بعيد شروق الشمس.
[199/ب] وفي شهر الحجة العشر الأولة انتهبت دهمة من برط بعض حمولة خارجة من صعدة يقال: ستة أحمال، وغزوا إلى الجوف، أطراف بلاد معين، انتهبوا على أهلها إبلا، قيل: وذلك بأمر السيد الغرباني إمامهم، فهو الذي أفتاهم بذلك وأغراهم، ولا يخفى ما في السعي لانتهاب أموال المسلمين والمساكين من الأمر العظيم، فلا قوة إلا بالله.
وفي شهر القعدة مات السيد حسن الحرة، صاحب عدن.
وفي هذا الشهر طلعت القمر ليلة سابع عشر من الشهر حمراء، ظن كثير من العامة أنها خاسفة، فالحكمة لله تعالى.
مخ ۵۵۶