وفي هذه المدة انقطع الفقيه أحمد بن عبد الله الجربي في بيته بالروضة من منتزهات صنعاء وتزهد، ولم يقبل من الدولة عطاء، واكتفى بدرس القرآن والختم يهديها لمن أعطاه فيها، بحيث أنه مرة سرقت حوائجه وثيابه، فأرسل له صاحب الروضة بكسوة، فردها وصار يكتفي بالبلغة فيها، وقد كان قرأ في الفقه كتبا مثل: (شرح الأزهار) ، (والتذكرة) ، وكان له إمامة بعض المساجد، فترك ذلك كله، وصنوه الذي اعتراه الجذب، وخرج من صنعاء، ظهر هذه المدة أنه الذي سكن بجبل جبع ما بين حفاش والمحويت، وصار متواريا هنالك، يتصل به جماعة، ويقبضون له الفتوحات والله أعلم.
مخ ۵۳۹