وكتب إلى باشا سواكن بسواحل الحبشة يدعوه إلى الطاعة وهو عمر باشا، وهذا كله عين الخطأ، لامتناع من بحضرته عن تبليغه، وأراد الكتابة إلى مصر فلم يجد له رسولا. وأحمد بن الحسن أقطع بلاد صعدة لعلي بن أحمد، فطاب بها خاطره، ورغب بسبب ذلك إلى جانبه، ولم تطب نفوس بلاد خولان بولايته؛ لأجل أنه كان جعل لهم خطوطا برفع ما عليهم من المطالب أيام مخالفته على عمه إسماعيل، وقال لهم: أنتم عون على عمي المتوكل وجعلت لكم بالنصرة رفع المطالب عنكم في هذه المدة، فلما انقضت تلك الأمور الماضية ومات المتوكل وصارت الأمور إلى هذه الحالة الثانية طالبهم في الذي عليهم من أول من العادة، فأبوا عنها ولم يمتثلوا أمره فيها وشكاهم إلى المهدي، فطلبهم إلى رحبان وقال لهم: يسلمون ما عليهم من المطالب، ولا يخالفون عليا في شيء من المآرب، فقالوا: إذا لم يحصل منه الوفاء بما وقع، فليس لنا بولايته مطمع، ونولي بلادنا[185/أ] غيره، ونسلم ما علينا له، فبقي علي بن أحمد بذلك تاعبا. وأحمد بن الحسن صار معرضا؛ لأجل ما عرف من علي من اتباع الهوى، وعدم مراعاته لما يصلح المسلمين فيما مضى، فبقي الأمر كذلك وليس عليه في التحقيق إلا أن يقول له: قد صارت البلاد الشامية الصعدية إليك، فخيرها وشرها عليك، وإلا تركت أمرها ومصالحها وأصلحناها.
مخ ۵۳۱