221

ووصل خبر يوم الخميس الثاني ثاني عشر شهر صفر إلى صنعاء بكتاب من أحمد بن المتوكل إلى أخيه محمد يذكر فيه: أنه صدر والقاسم قد استخار الله وبنى على تسليم الأمر إلى أحمد بن الحسن وأنه في نية النزول إليه يوم الإثنين، وأنه لم يبق إلى جنابه أحد مائل حتى أهل شهارة، هذا خبره.

[180/ب] ففرح الناس بسكون هذه الفتن المضلة، والأحوال المشتتة المتعبة، والمنازعة المفشلة التي نهى الله عنها.

والله يجمع كلمة المسلمين على الصلاح.

والسيد محمد بن حسن بن حميد الدين الذي أرسله محمد بن الإمام إلى حضرة الحسين بن الحسن وإلى حضرة علي بن المتوكل وصل وأصلح أمرهما، وتدارك به ما قد كان حصل من الخلل معهما، وما كان أشفوا عليه من الأمر العظيم الذي هو عين الغرر، فإنه ذكر أن حسين بن الحسن وعلي بن المتوكل كانا قد بنيا وأزمعا وتواطيا على إعلان الخطبة للقاسم صاحب شهارة في رداع وذمار، من غير مخالفة في تلك الجمعة الآتية، فأنسد بوصول السيد محمد بن حسن بن حميد الدين ذلك الأمر الذي كان أرادوه وبنوا عليه ونووه، وتراجعوا عنه وأضربوا فيه.

فلو كان حصل منهما لكانت فتنة عظيمة، وفعلة جسيمة ضارة للمسلمين قاطعة للطريق اليمنية عن المصالح إلى صنعاء بالكلية[181/أ] مفرقة للمسلمين، مقوية للفتنة، موجبة لطولها ما حقه على صغيرها وكبيرها، فوقى الله شرها بتدارك أمرها قبل حصولها؛ لأن تلك البلاد لو تم ذلك المراد رفعت القبائل رؤوسها، وتقوت به البلاد الشهارية، وهاجت بسببها الفتنة النجدية، ولكن الله لطيف بعباده، والملك لا بد أن يكون لمن يشاء الله وأراده، فما شاء كان وما لم يشاء لم يكن.

مخ ۵۲۴