220

وجاء خبر آخر فيه تحقيق أن الحرب كان يوم الخميس خامس شهر صفر، وأن القاسم كان قد أمر الأهنوم وظليمة وسائر القبائل أنهم يقطعون الميرة إلى محطة أحمد بن الحسن بالمرة، وأنهم يمتنعون عن إيصال شيء من المصالح إلى المحطة الأحمدية من علف وطعام وحطب وغير ذلك، قال: فمنعوا ذلك كما أمرهم القاسم، وتقرب إبراهيم بمن جمعه من قبائل الأهنوم وأهل شهارة وظليمة إلى جبل الأبرق المطل على سوق الثلوث، وهو من بلاد ظليمة وحد الأهنوم.

فلما خرج أحمد بن الحسن وأصحابه وأجناده إلى حدود أسفال ذلك الجبل رموهم بالبنادق البالغة من أعلاه حتى وقع بعضها بين أيدي أحمد بن الحسن، فأمر أجناده عند ذلك بالحرب، فطلع عليهم[179/ب] همدان وبنو الحارث حملة رجل واحد وترسوا بالشمال في أيديهم اليسار، ولم يبالوا بالبنادق حتى بلغوا رأس الجبل وأعلاه، واقتتلوا بالسيوف والسلاح ضربا وأسرا، وحرقوا بيوت قرى الأبرق بالنيران، وخربوها ونهبوها واستولوا عليها عنوة وملكوها، وأسروا إبراهيم بن حسين ومشائخ الأهنوم وظليمة فيها، وكان القتل كثيرا، والقليل من أصحاب المهدي قيل: حول ثمانية، وأما من أولئك فجماعة كثيرة، قيل: نحو خمسين، وقيل: أكثر، وكانت هذه الحملة لبني الحارث وهمدان أعظم نجدة، وكل ذلك لما بلغهم أن الأهنوم قالت أنهم غير شيء، وأنهم من القصابين استحقارا لهم واستخفافا بجنابهم، واستكبارا عليهم وعجبا والعجب[180/أ] مهلك والكبر مردي مربك.

قال الراوي: ممن كان حاضرا في تلك النواحي: أنهم قد جمعوا كثيرا من الجمع في ذلك الجبل وجهدو بغاية مقدورهم، ولله الأمر من قبل ومن بعد، والملك ملكه يعطيه من يشاء من خلقه.

والمهدي أحمد بن الحسن حال الحرب عطف من طريق وادي رجم، ثم أنفذ الجيوش في تلك الطريق حتى بلغوا إلى نجد بني حمرة، ووقع بعض مراماة من تلك القرى والجبال، كانت سببا لخراب القرى التي صدرت منهم الاعتداء.

مخ ۵۲۳