وجاء خبر آخر أن الحرب بالأهنوم شديد، استمر من الأبرق بظليمة إلى نجد بني حمرة، وأوله كان بالأبرق علي بن إبراهيم بن حسين ومن معه، وأن بعض ظليمة اختلت بعد المواجهة، وقاتلوا مع أصحاب القاسم في جملة المقاتلة، وبرق عليهم من الأبرق وحوادثه، ثم استولى عليه ومن معه بالقتل والأسر، لم ينجل إلا بقتول كثيرة من الجانبين، وأن بعضهم هلك بالحجارة وبعضهم فقد خبره، وكانت حادثة عظيمة، ثم لما تقدم أحمد بن الحسن من سوق الثلوث طالعا إلى الأهنوم عاطفا رموا عليه من القرى فوق الطريق، فأمر بخرابها وانتهابها، وخربت قرى في سيران ونحوها وحرقوها بالنار، وأنها حصلت معرة عظيمة في الأهنوم، ومن النساء من هرب حاجا ، ومنهن من راح في الحيود ، وانتهب مع ذلك ما في تلك البيوت، وكذلك سلاح المحاربين الحاضرين، ثم انعطف راجعا بعد هذه العملة إلى محطته بحاشف، وقد انجلت على قتول كثيرة.
ولما حصل ذلك الحادث، وشاهده القاسم من شهارة وما جرى من ذلك الأمر الكادث، وأسر إبراهيم[178/أ] بن حسين وجماعة من أعيانه جاء كتابه وأحمد بن المتوكل بأنهم لا يخالفونه كما قال أبو تمام:
السيف أنطق أنباءا من الكتب
مخ ۵۲۱