217

وفي يوم السبت سابع شهر صفر وصل الخبر إلى صنعاء بأنه وقع حرب شديد بين إبراهيم بن حسين بن المؤيد وبين أصحاب أحمد بن الحسن، فقتل من الجانبين كثير، وظفروا به ولزموه أسيرا، وعند ذلك طلع أحمد بن الحسن الأهنوم، وتسور تلك البلاد بجيوشه، ومن عليهم من بعض قراه وبيوته، فأمر أحمد بن الحسن بإخراب تلك البيوت التي وقع منها الرمي بعد الحملة عليهم والقهر، فخربها وحرق بعضها، فلما رأى ذلك الأهنوم أقبل إليه كثير منهم مواجهين فأمنهم، وطلع إلى نجد بني حمرة، غربي شهارة، وهو وسط الأهنوم، وهو مجمع الطرق القريبة من شهارة[177/أ] واختلف في خبر القتلى، فقيل: قدر ثلاثين نفرا ومن أصحاب أحمد بن الحسن ستة أنفار، قالوا: وسبب قلة القتل في أصحاب أحمد بن الحسن أنهم حملوا عليهم وترسوا بشمال مبلولة بالماء، فكانت الرصاص إذا وقعت في الشمال تطفي ويبطل فعلها، كذا يروى، وأسروا كثيرا من الأسرى.

وجاء الخبر يومئذ بأن محمد بن أحمد بن الحسن صاحب الحجرية لما خالف على والده ومال عن جانبه أمر عليه ولده علي بن أحمد بن الحسن بأنه يتوجه من تهامة إلى جهاته فسار حتى بلغ إلى نواحي تعز ويفرس، وعند ذلك انسل أكثر أصحاب محمد بن أحمد بن الحسن وتفرقوا، وكان قد وصل إليهم كتاب من المهدي يحذرهم من إعانة ولده في أمره لهم ونهيه، والذين معه هم من عسكره، وعليهم نظره، فخافوا وتفرقوا، وبعد تفرقهم وعدم الميل إلى رأي محمد بن أحمد وإقبال أخيه علي بن أحمد سقط في يده، وندم على ما جرى منه، وترك ما كان أراده.

وفي يوم الإثنين تاسع شهر صفر وصل الخبر إلى صنعاء بأن القاسم يريد أن يواجه [177/ب].

مخ ۵۲۰