وفي يوم الثلاثاء ثالث شهر صفر وصل الخبر إلى صنعاء بمواجهة بلاد ظليمة، وعند ذلك جهز القاسم من شهارة إبراهيم بن حسين بن المؤيد الذي كان خرج أولا إلى ذيبين إلى مساقط الأهنوم ليحفظه ويفاتح أن أمكنه، فبلغ إلى موضع يقال له الأبرق ، ما بين الأهنوم وظليمة، وهو من أطوار بلاد ظليمة فوق سوق الثلوث، فجهز أحمد بن الحسن عليه جماعة من عساكره، فردوه إلى بعض القرى من معاقله، واستدعى أحمد بن الحسن أحمد بن محمد من الصلبة بمن معه، فطلع منها طريق وادي لاعة، ثم طلع إلى الطويلة وخرج إلى حبابة غربي كوكبان، ونفذ إلى عمران، وسار إلى حيث طلعه[176/ب] هذا الأوان، وعرج عن طريق حجة، وإلا فهي كانت قريبة؛ لأجل ما فيها من الرتب من قبل القاسم الوثيقة، وكان قد أراد أولا أنه يطلع الظفير، فمنع أهله دخوله، وقالوا هم إلى القاسم لا يخالفونه.
وفي ليلة الجمعة سادس شهر صفر توفي الشيخ المقام عامر بن صلاح الصايدي، بداره بصنعاء اليمن، وقد كبر سنه، وكف بصره آخر مدته، فبقي في بيته كذلك حتى توفي.
وهذا المذكور كان من أصحاب شرف الإسلام الحسن بن القاسم ومن أمرائه، وكان له عنده وجاهة مدته، وكان المذكور ظاهر الصلاح متنزها عن دخول الأسواق، وكان نادرة في وقته؛ لأن من كان مثله يدخل الأسواق من الأمراء خالفهم ، وكان له عبادة سيما آخر مدته رحمه الله تعالى.
مخ ۵۱۹