قال: وكان سعر مكة مرتفعا، بلغت الكيلة إلى ستة عشر بقشة مصري، وأما الأعلاف والحشيش والكلأ فخير كثير وكذلك اللحوم، بسبب جراد ظهرت في الحجاز ومصر فارتفع السعر، بلغ الإردب بمصر إلى ثلاثة قروش، وهو يأتي اثني عشر قدحا حساب كل قدح بحرف بدراهم اليمن؛ لأن القرش بلغ إلى أربعة حروف في الصرف.
وانتقل أحمد بن الحسن من محطة مور إلى حاشف. وجاء الخبر بأن أحمد بن المؤيد توجه إلى وادعة، وكان نزوله يوم الجمعة ثامن وعشرين شهر محرم من شهارة، وتأهب أحمد بن الحسن للقياه، فعرج عن الوصول إليه وسار من طريق وادعة ومعه نحو ثلاثمائة، ووصل إلى قرية السوق الحض ودخل بيته الذي فيها له، فالتقاه أهل وادعة جميعا، ودخل مدخلا عظيما وأكثرهم أو كلهم مائلا إليه، وهو مظهر للمباينة، غير مقترف لأهل تلك الطائفة، وذكر أهل بلاد وادعة أنهم مائلون إلى القاسم لقرب جنابه إليهم، وبشاشته بهم، وكذلك بلاد الأهنوم مثلهم أو فوقهم، وأن أحمد بن الحسن تحرك يومئذ وبنى على مقابلتهم بالحرب، وكذلك محمد بن أحمد قد بنى على ذلك، وكذلك العساكر الذين بحجة، وانفتحت يومئذ بينهم المباينات، وانتهت بينهم المخاطبات، وعاد القضاة الذين ساروا إلى أماكنهم بعد ذلك.
[176/أ] وأظهر أصحاب القاسم بن المؤيد بأن محمد بن أحمد بن الحسن صاحب الحجرية كاتب إلى القاسم صاحب شهارة، وكذلك حسين بن حسن وأنه في شهارة أشاع البشارة، وضرب بالحرانى للإشاعة، فأرسل محمد بن الإمام السيد محمد بن حسن بن حميد الدين إلى حسين بن الحسن -إذ هو أخوه من قبل الأم- عسى أنه يرجع إلى أخيه أحمد بن الحسن للمساعدة، ويطلب منه ترك المشاققة.
مخ ۵۱۸