واتفق أنه جرى بين بعض أصحاب المهدي وأصحاب قاسم خصام، ومهاوشة وكلام، فانتهب بسبب ذلك سوق قاسم بن الإمام، ثم إن أحمد بن الحسن عند ذلك[164/ب] اجتمع هو والقاسم بن المؤيد وصنوه أحمد بن المؤيد وأحمد بن المتوكل وحسين بن المتوكل وحسن في الوطاق العام. وذكر أحمد بن الحسن ما يكون عليه حزم الكلام وما ذاك الذي يبني عليه في التمام، فأجاب القاسم أنه يريد المحاكمة فيما بينهم، وأنه لا ينزع نفسه مما دخل فيه إليهم. فأجاب أحمد بن الحسن بأن هذا الذي طلبت كان يصلح قبل أن يجري ما جرى بيننا وبينك من الحروب، وقبل الحركة والجمع للجيوش والخطوب، وأما الآن فما بقي عندي مناظرة ولا محاكمة غير الدخول فيما دخل فيه الجماعة، فأوجم القاسم عن الخطاب، وسكت عما يجاب، وتكلم صنوه أحمد بن المؤيد ببعض الكلام، ثم إنهم طلبوا من أحمد بن الحسن المهلة إلى عقب العيد، وصار القاسم[165/أ] حائر الفكرة متبلد القريحة مغضبا، لو أنه يجد قوة، وكان ذلك يوم الخميس سابع عشر شهر القعدة. وطلب أحمد بن الحسن عند ذلك من القاسم تسليم السلاح من الذين معه من الأهنوم مما أصله لوالده الحسن بن القاسم، وأنه معهم في حكم المغصوب، كل ذلك لأجل إقامة الحجة عليه.
وفي هذه الأيام خرج الداعي الغرباني، الذي ببرط، يؤم بلاد نجران، يريد العزم إلى الأطراف خشية من أحمد بن الحسن لا يقصده، لأجل ما جرى منه من الخلاف وأحب ذلك أهل برط، لئلا يحصل عليهم بسببه من المعرة في بلادهم، والدخول للجنود إلى جهتهم. فلما وصل المذكور إلى بلاد نجران منعه الأمير أحمد الجوفي المتولي هنالك، وقال له: لا يمكن مرورك، وأراد القبض عليه وشفع فيه الجماعة الذي سايروه من بلاد برط وقالوا: يرجع من حيث جاء.
مخ ۵۰۲