============================================================
عمار البدليسي وأما عالم علم أمر الله فهو العالم بالافات في المعاملات، ومداخل الرغونات من النفس الأمارة بالشوء. ولولا ذلك لما وصلوا إلى 3المشاهدات . وهو العالم الرباني الذي قام في تصفية العبودية، لأجل الربويية، في محاسبة النفس، وعد الأنفاس. فيؤدي الأمر، على مقتضى حق الأمر، لأنه عرف سر الأمر. فهو يؤدي الأمر على مقتضى ما ذاق من سر الأمر.
فصل = 20 : في السلوك ومعنى السلوك هو السير إلى الله بلا سكون، حتى يكون آخر القدم إلى الله، كما قال: وإن إلى ربك المنتهى} (القرآن الكريم 42/53) .
والسير عبارة عن ترقي القلوب في الوقائع، ثم في المقامات، ثم في الأحوال. ولا يصح الترقي إلا بعد التطهير. فإذا تطهر وتنور فيكون قد أثر فيه حقيقة الانقطاع إلى الله . وحقيقة الانقطاع عبارة عن الخلوة .
والخلوة نوعان: خلوة بالقلب عن ترك المخالطة، وخلوة بالقلب عن عدم الإرادات، ونفي الخطرات، حتى لا يبقى في القلب إلا الواردات. ولا تصح خلوة القلب، إلا بخلوة القالب. وحقيقة الخلوة مأخوذ دة من 15 قوله عز وجل: ففروا إلى الله} (القرآن الكريم 50/51). وحقيقة الفرار الى الله، هو حصول الاعتماد على الله، والاستغراق في الله، والوقوف مع الله . فإذا تفرغ الباطن إلا من الله، فلو تكلف ذو الباطن المتفرغ أن يعبر 18 في خاطره، عبر الله لما خطر.
وعلامة السلوك وجدان أنس الوحدة. ومن أنس الوحدة حصول التطهير، وبعد ذلك وجدان أتس الذكر. ومن أنس الذكر حصول التنوير، ثم 2 بعد ذلك أنس الحق، فمن أنس الحق حصول استغراق الوقت في الله،
مخ ۷۴