============================================================
عمار البدليسي مقام الافتقار إلى الله، أن يسأل من الله غير الله. إذ ح إن ذاك السؤال للغني (1) بالله.
فالغني بالله جائز أن يسأل من الله غير الله، لوجود الإذن في مصالح الخلق.
أما المفتقر إلى الله، إن سأل من الله غير الله، فقد خرج من طلب ما 1 يعنيه إلى طلب ما لا يعنيه، وبذلك يوشك أن يطرد ويمقت ويخجب. إذ في حكم الحقيقة: كل من سأل من الله غير الله، وهو مفتقر إلى الله، فقد أشرك، لأن في نظره ليس إلا الله، وفي خاطره لا يقع إلا الله، وعلى لسانه لا يجري إلا اسم الله، وفي قلبه لا يوجد إلا حب الله، والقلب مستغرق في الله.
فكيف يعلم آن في الوجود غير الله، وقد أنساه الله جميع ما سوى الله؟ فهو الناسي لما سوى الله، الفاني في الله أينما كان. فهو مع الله، وهو لا يغير عن 12 الطلب لله لأن مقام افتقاره هو الشرب من شواهد الله. فهو في مقام الشرب، لا في مقام القرب. والشواهد من وراء أستار البهجة. فهو السائر إلى الله، الواصل إلى مقامنت تجلي الصفات. ومقامه في تجلي الصفات، 15 مقام الافتقار إلى الموصوف، المستغني عن جميع الشواهد والكشوف. فهو حقيقة الافتقار إلى الله .
ومعنى حقيقة الافتقار إلى الله هو أن يستغني عن وجود الناس. وأما 18 معنى الاستغناء بالله على الحقيقة، فهو آن يغني التاس بهمته ودعائه. وقد قال بعض الكبار: "إذا تم الفقر فهو اللهه. وهو انتهاء قدم الافتقار الى الله، في طريق الله، مما سوى الله، إلى الله، ليصبح الاستغناء بالله.
2 فالفقر التام (210) هو أن يصل المفتقر إلى الله من طريق السلوك والذوق، إلى أن لا يعجبه ولا يعوقه، ولا يلذه ولا يحجبه جميع الأحوال (1) للغني، في الأصل: الغني:
مخ ۲۶