175

بهجة النفوس

بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة النبي المختار - الجزء1

پوهندوی

أ د محمد عبد الوهاب فضل، أستاذ تاريخ الحضارة الإسلامية - جامعة الأزهر

خپرندوی

دار الغرب الاسلامي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

٢٠٠٢ م

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

قيل: أن الله تعالى لما أخذ الميثاق على عباده بالإقرار كتبه في رق أبيض وألقمه الحجر الأسود، وكان إذ ذاك له لسان وشفتان وعينان، وجعله في موضعه وقال: أشهد لمن وافاك بالوفاء إلى يوم القيامة (^١). حكاه أبو سعيد المفضل في «فضائل مكة المشرفة». سمعت بعض الفضلاء يقول: سمعت الشيخ أبا الطيب وقد سئل: ما سبب محبة قلوب الخلائق لمكة وأهلها؟ وما سبب محبة قلوب أهل المدينة للواردين عليهم؟ فقال: الأول لدعاء إبراهيم ﵇ ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ (^٢) وقال تعالى في أهل المدينة ﴿يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ﴾ (^٣) فبلطيف سر هذا الموضع سرى لطف المحبة من المحب للحبيب وسرى سر الموقع الثاني بلطيف المحبة من الحبيب للمحب. انتهى. قال أهل السير: وقدم رسول الله، ﷺ، المدينة الشريفة حين اشتد الضحى من يوم الإثنين لإثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول (^٤)، وقيل: لليلتين خلتا منه (^٥)، وقيل: لهلال ربيع الأول (^٦). والأول أصح. وقيل: كانت الهجرة مستهل ربيع الأول، ووصل المدينة يوم الإثنين لإثنتي عشرة ليلة خلت

(^١) أخرجه الفاكهي في أخبار مكة ١/ ٩٣ عن مجاهد من غير طريق، والأزرقي بلفظه عن أبي سعيد الخدري في أخبار مكة ١/ ٣٢٤. (^٢) سورة إبراهيم آية (٣٧) وحول تفسير الآية الكريمة ودعاء إبراهيم ﵇ ربه، واستجابة الله لدعائه. انظر: القرطبي: الجامع ٩/ ٣٧٣. (^٣) سورة الحشر آية (٩). (^٤) انظر: ابن هشام: السيرة ١/ ٤٩٢، ابن سعد: الطبقات ١/ ٢٣٣، الطبري: تاريخ ٢/ ٣٨١، السمهودي: وفاء الوفا ص ٢٤٧. (^٥) أخرجه البيهقي في الدلائل ٢/ ٣٠٥ عن محمد بن إسحاق، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص ٢٤٧. (^٦) أخرجه البيهقي في الدلائل ٢/ ٤٩٩ عن عروة.

1 / 178