بهجې د مجالسو او د مجالسو خوشحالي
بهجة المجالس وأنس المجالس
عشق أبو القمقام بن بحر السقا امرأة موسرة، فأطمعته في نفسها، فبعث يستهديها طعامًا، حتى فعل ذلك غير مرة، فلما أكثر عليها، بعثت إليه:رأيت العشق يكون في القلب ويفيض إلى الكبد، ثم يستبطن الأحشاء، وحبّك لا أراه تجاوز المعدة.
قال أعرابيّ من فزارة: عشقت امرأة من طّي، فكانت تظهر لي مودّة، فو الله ما جرى بيني وبينها شئ من ريبة، غير أني رأيت بياض كفها ليلة، فوضعت كّفي على كفها، فقالت: مه! لا تفسد ما صلح، فأرفضضت عرقا من قولها، فما عدت لمثل ذلك.
قال بعضهم: الرجل يكتم بغض المرأة أربعين يومًا، ولا يمكنه أن يكتم حبها يومًا واحدا، والمرأة تكتم حب الرجل أربعين يومًا، ولا يمكنها أن تكتم بغضه يوما واحدًا.
قال يوسف بن هرون:
دقّت معاني الحبّ عن أذهانهم ... فتأوّلوها أقبح التأويل
وقال كثيرّ:
إذا ما رادت خلّةً أن تستميلنا ... أبينا وقلنا الحاجبية أوّل
وقال حبيب:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلبًا خاليًا فتمكّنا
لعلىّ بن الجهم:
يا سائلي ما الهوى اسمع إلى صفتي ... الحّب أعظم من وصفي ومقداري
ماء المدامع نار الشوق تحدره ... فهل سمعت بماءٍ فاض من نار
وقال أبو العتاهية:
أذاهب الهوى جسمي ولحمي وقوّتي ... فلم يبق إلاّ الروح والجسد النضو
رأيت الهوى حجر الغضا غير أنّه ... على كلّ حال عند صاحبه حلو
وقال آخر:
أسرّ الذي بي والدموع تبوح ... وجسمي سقيم والفؤاد قريح
وبين ضلوعي لوعة لم أزل بها ... أذوب اشتياقًا والفؤاد صحيح
وقال الصّمّة القشيري:
أما وجلال الله لو تذكرينني ... كذكريك ما كفكفت للعين مدمعا
فقالت: بلى والله ذكرًا لو انّه ... يصبّ على صمّ الصفا لتصدّعا
وأكثرهم ينسون إليه في هذا الشعر قوله:
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت ... مزارك من ليلي وشعبا كما معا
فما حسن أن تأتي الأمر طائعًا ... وتجزع أن داعي الصّبابة أسما
بكت عيني اليسرى فلمّا زجرتها ... عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
وأذكر أيّام الحمى ثم أنثي ... على كبدي من خشيةٍ أن تصدّعا
فليست عشيّات الحمى برواجعٍ ... إليك ولكن خلّ عينيك تدمعا
ومهم من ينسبها إلى قيس بن ذريح، وللمجنون أيضا تنسب، والأكثر أنّها للصّمّة.
/باب في وصف النساء بالحسن والرقة وما يحمد من نعوتهن، ووصف منطقهن قال أنس بن مالك: كنت مع رسول الله ﷺ في سفره في حجة الوداع، ومعه نساؤه، وكان له حادٍ يحدو بهن يقال له أنْجَشةَ، فقال له رسول الله ﷺ: " يا أنجشة رفقًا! رويدًا بالقوارير ". يعني أنهن ضعاف يسرع إليهن الكسر، ولا يقبلن الجبر.
ذكر أعرابي امرأة، فقال: كاد الغزال يكونها لولا ماتم فيها ونقص منه.
وصف أعرابي النساء، فقال: ظعائن في سوالفهن طول، غير قبيحات العطول، إذا مشين أسبلن الذيول، وإذا ركبن أثقلن الحمول.
كتب الحجاج بن يوسف إلى محمد أخيه، وهو أمير على اليمن: أن اخطب على ابني امرأة حسناء من بعيد، مليحة من قريب شريفة في قومها، ذليلة في نفسها، أمة لبعلها. فكتب إليه: قد أصبتها لك، وهي خولة بين مسمع، على عظم ثدييها. فكتب إليه: إن المرأة لا يحسن صدرها حتى يعظم ثدياها.
قال المهلب: عليكم من بنات خراسان بمن عظمت هامتها، وطالت قامتها.
قال محمد بن حسين: عليكم بذوات الأعجاز فإنهن أنجب.
كان يقال: إذا طال ساعد المرأة وعنقها وساقها لم يشك أنها تنجب.
قيل لأعرابي: أي النساء أفضل؟ قال: الطويلة السالفة، الرقيقة الرادفة، العزيزة في قومها، الذليلة في نفسها، التي في حجرها غلام، وفي بطنها غلام، ولها في الغلمان غلام.
وصف علي بن أبي طالب رضى الله عنه امرأةً، فقال: تدفئ الضجيع، وتروى الرضيع. يعني بعظم ثدييها.
قال ابن شبرمة: سمعت محمد بن سيرين يقول: ما رأيت على رجل لباسًا أزين من فصاحة، ولا رأيت لباسًا على امرأة أزين من شحم.
كان يقال: لو قيل للشحم أين تذهب؟ لقال: أقوم العوج.
1 / 174