العظيم والقلب السليم* واختصه بالشفاعة العظمى والمقام المحمود والتبجيل والتكريم* وأرسله الى الكافة وآمن به بعد المخافة وجعله من أوسط العرب وأعز الجراثيم* صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أفضل الصلاة والتسليم (وبعد)
(و) آتاه (القلب) سمى به لكثرة تقلبه أو لانه خالص ما في البدن وخالص كل شئ قلبه أو لانه وضع في الجسد مقلوبا أقوال أصحها الاول فقد أخرج الطبراني من حديث أبى موسي بسند حسن انما سمى القلب من تقلبه (السليم) هو الخالى عن كل وصف ذميم كالشرك والشك والذنوب الباطنه كالكبر والحسد والرياء والعجب (واختصه) أى افرده وميزه (بالشفاعة) هى لغة الرغبة والزيادة وسمى الشفيع شفيعا لزيادته في الرغبة وشفع أوّل كلامه بآخره (العظمى) هى الشفاعة في فصل القضاء واراحة الناس من طول الوقوف وسيأتي انه اختص بشفاعات أخر سوى هذه (والمقام المحمود) هو هذه الشفاعة أيضا قالوا وزائدة أو إعطاؤه لواء الحمد أو اخراجه طائفة من النار أو أن يكون أقرب من جبرائيل وعليها قالوا وللتغاير (وأرسله الى الكافة) قال الجوهرى الكافة جمع من الناس يقال لقيتهم كافة أى جميعهم انتهى وعن سيبويه ان التعريف في كافة لا يجوز بل يستعمل منكرا منصوبا على الحال كقاطبة انتهى والمراد بالكافة الانس والجن وفي الملائكة خلاف مشهور واختار السبكى وغيره انه مرسل اليهم أيضا (وآمن) بالمد (به) الخلق كافة من ان يصيب كافرهم في الدنيا ما أصاب الامم السالفة من الخسف والمسخ عموما وآمن به المؤمنين في الآخرة من النار (وأعز الجراثيم) جمع جرثومة بضم الجيم والمثلثة بينهما واو ساكنة وجرثومة كل شئ أصله وأصله التراب المجتمع في أصل الشجر والذي تسفيه الريح قاله في القاموس (وآله) هم جميع الامة أو بنو هاشم وبنو المطلب أو أهل بيته وذريته أقوال رجح النووي في شرح مسلم الاول قال وهو اختيار الازهري وغيره من المحققين ورجح الاكثرون الثاني وهو الاظهر نعم قدير ادبهم هنا الأوّل لخبر آل محمد كل تقى أخرجه الطبراني في الاوسط من حديث أنس بسند فيه ضعف (وصحبه) اسم جمع لصاحب وهو من لقيه ولو مرة مؤمنا ومات على ذلك كما هو المعروف عند المحدثين واشترط الاصوليون طول مجالسته على طريق التبع له ويروى عن ابن المسيب اشتراط أن يقيم معه سنة وان يغزو معه وهذا شاذ يلزم منه ان لا يعد جرير بن عبد الله وأمثاله من الصحابة (فائدة) جملة طبقاتهم على ما ذكره الحاكم اثنتا عشرة طبقة الاولى من تقدم اسلامه الثانية أصحاب دار الندوة الثالثة مهاجرة الحبشة الرابعة من بايع ليلة العقبة الخامسة أصحاب العقبة الثانية السادسة أوّل المهاجرين الذين لحقوا رسول الله ﷺ قبل أن يدخل المدينة السابعة أهل بدر الثامنة المهاجرة بين بدر والحديبية التاسعة أهل بيعة الرضوان العاشرة المهاجرة بين الحديبية والفتح الحادية عشرة مسلمة الفتح الثانية عشرة الصبيان والاطفال الذين رأوا رسول الله ﷺ ويدخل فيها من ميز ومن لم يميز وجملة من مات النبي ﷺ عنهم مائة ألف وأربعة عشر ألفا كما نقله ابن الصلاح عن أبي زرعة الرازي (وبعد) مبنية على الضم كأصلها كلمة يؤتى بها للانتقال من أسلوب الى آخر وكان صلى الله
1 / 4