وفي «الإصابة» (١) لابن حجر: كان قتل عليٍّ ليلة السابع عشر من شهر رمضان، سنة أربعين من الهجرة، ومدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر؛ لأنه بويع له بالخلافة بعد قتل عثمان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وكانت وقعة الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين، ووقعة صفين في سنة سبع وثلاثين، ووقعة النهروان مع الخوارج سنة ثمان وثلاثين، ثم أقام سنتين يُحَرِّض الناس على قتال البغاة فلم يتهيأ له ذلك إلى أن مات ﵁، وبالجملة هو أول الناس إسلامًا في قول الكثير من أهل العلم، وُلِدَ قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، ورُبِّي في حِجْر النبي ﷺ ولم يفارقه، وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى» زوجه بنته فاطمة وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، ولما آخى النبي ﷺ بين أصحابه قال له: «أنت أخي» ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد: لم يُنْقَل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي، وقال غيره: كان سبب ذلك تنقيص بني أمية له فكان كلُّ مَنْ كان عنده علمٌ بشيء من مناقبه من الصحابة بَيَّنَهُ، وكلما أرادوا إخماده وهددوا مَنْ حَدَّث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارًا، وكان مشهورًا بالفروسية والشجاعة والإقدام، كان أحد أهل الشورى الذين نَصَّ عليهم عُمَر فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف وشَرَطَ عليه شروطًا امتنع من بعضها فعدل عنه إلى عثمان فقبلها، وولَّاه، وسَلم عليٌّ وبايع عثمان، ولم يزل
(١) (٤/ ٥٦٤).