بهجه
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
پوهندوی
د .أحمد زكريا الشلق
خپرندوی
دارالكتب والوثائق القومية
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
1426هـ /2005 م
د خپرونکي ځای
القاهرة / مصر
وكانت هذه الوقعة فاتحة انتصار المصريين وبها أمكنهم تتميم الحصار برا على | مدينة ( ناوارين ) لكن لما كانت تلك المدينة واقعة على البحر وكان يأتيها المدد | والمؤن كلما نضبت علم إبراهيم باشا أنه لا يتيسر له إذلالها إلا إذا احتل جزيرة | صغيرة واقعة في مدخل الميناء ليتمكن بواسطة ما يضعه فيها من المدافع من قفل | مدخل المينا ومنع المدد عن الوصول إليها أما هذه الجزيرة فكانت ذات أهمية | عظيمة عند اليونان وكانت تحميها نيران قلاع البلد فلذلك كان دخولها من | أصعب الأمور الشاقة ، إن لم يكن مستحيلا ومع ذلك فقد صمم إبراهيم باشا | على احتلالها بعد أن جمع هو وأركان حربه وفي مقدمتهم سليمان بيك على أن | | الاستيلاء على مدينة ( ناوارين ) مستحيل ما دامت هذه الجزيرة في يد الأعداء | فندب إبراهيم باشا سليمان بيك لهذه الخطة المهمة المحفوفة بالأخطار وكلفه | بأخذ الاستعدادات اللازمة للاستيلاء على هذه الجزيرة وأطلق له الحرية الكاملة | في العمل وكان ذلك في أوائل شهر مايو سنة 1825 .
فانتخب من العساكر كل من اشتهر بالشجاعة والإقدام وفاز على أقرانه | بمزايا التعليم التام وحسن الانتظام ثم سافر من ( مودون ) بحرا قاصدا ( ناوارين ) | فلما رأى العدو هذه القوة قادمة عليه حصل له من الرعب ما حصل واستعد | للدفاع وحصن الجزيرة وعزز حاميتها بنخبة الشبان وكان من ضمن المدافعين | عن هذه الجزيرة الكونت ( سانتاروزا ) أحد بلغاء الطليانيين الذي وقف نفسه | وحياته لمساعدة اليونان على الإستقلال ابتغاء مرضاة الحرية والأميرال اليوناني | ( تسومادوس ) الذي نزل إلى البر مع مائتين من عسكره لتعزيز حامية الجزيرة | وتقويتها .
وبمجرد وصول السفن المصرية على مقربة من قلاع العدو ، ابتدر بإطلاق | المدافع عليها من سائر القلاع لكن لم تزعزع هذه النار القوية قلوب المصريين | ولم تثنهم عن عزمهم بل جاوبت مدافعهم مدافع العدو ونزلت العساكر البرية | في الزوارق تحت نيرانه .
مخ ۱۲۱