بهجه
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
پوهندوی
د .أحمد زكريا الشلق
خپرندوی
دارالكتب والوثائق القومية
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
1426هـ /2005 م
د خپرونکي ځای
القاهرة / مصر
ولم يكن يشوب تلك المحبة الخالصة والألفة الصادقة إلا مسألة إدخال الشبان | المصريين في العسكرية وهو الأمر الذي نسيه المصريون من عهد سقوط دولة | الفراعنة وإغارة الأجانب على مصر وحكمهم إياها حتى جهل المصريون في هذه | الأحقاب العديدة والقرون المديدة أن لهم وطنا يلزمهم الدفاع عنه والسعي في | كل ما يعود عليه بالسعادة والرفاهية لعلمهم أنهم ليسوا آمنين على أرواحهم | وأولادهم وأموالهم وأعراضهم من ظلم من أتى إليهم وطرأ عليهم من الأجانب | بين عجم ويونان ورومان ومسلمين على اختلاف عائلاتهم بين عباسيين | وفاطميين وأيوبيين وترك وجركس ومماليك مختلفي المشارب والمذاهب متحدين | على امتصاص دم المصري واستتراف ثروته واستخدامه واستعباده إلى غير ذلك | مما يضيق عنه هذا الكتاب .
هذا وقد اتخذ العساكر الألبانيون ( الأرنؤد ) اشتغال محمد علي باشا بموت | ولده والإحتفال بشأنه ، فرصة ووسيلة لتحريض الأهالي لا سيما المزارعين الذين | هم أكثر المصريين عددا إن لم يكونوا كلهم على مخالفة محمد علي باشا حتى إن | بعض البلاد امتنعت عن إدخال أولادهم في العسكرية وأهانوا المأمورين المكلفين | بجمعهم ولولا حكمة محمد علي باشا لتفاقم الأمر وعظم الخطب ونال الألبانيون | بغيتهم من تفويض أركان حكومته ودك دعائمها .
هذا ولما كان الجيش الجاري تنظيمه بأسوان بمعرفة سليمان أغا ورفقائه قد | بلغ درجة عظيمة في حسن النظام وصار بحيث يمكن الإعتماد عليه والإستناد | إليه ، أراد محمد علي باشا أن يجعله ركنا لدولته فأرسل إلى سليمان أغا أن يحضر | مع جيشه إلى الخانقاه ( الخنكا ) فحضر وكان جيشه مؤلفا من خمس وعشرين | ألفا ما بين مصري وسوداني وهو منقسم إلى ستة ألايات ضباطهم وصف | ضباطهم من الأورباويين ومن مماليك محمد علي باشا الذين كانوا أول من تدرب | على التعليمات العسكرية . |
مخ ۱۰۸