64

بهجه

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

پوهندوی

د .أحمد زكريا الشلق

خپرندوی

دارالكتب والوثائق القومية

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

1426هـ /2005 م

د خپرونکي ځای

القاهرة / مصر

وبمجرد أن شاع خبر تعيينه تذمر ضباط الباشبوزق وتآمروا على معاكسة | هذا الأجنبي الذي أتى لتنظيم وتغيير ما تعودوا عليه من عدم النظام والإخلال | بشئون وظائفهم وسعوا في الفتك به للتخلص من أعماله التي يرون أنها تعود | عليهم بالضرر على زعمهم ، غير ناظرين إلا إلى المصلحة الخصوصية التي | يهدرون في سبيلها كل منفعة عمومية ، ولولا عزم محمد علي باشا ونجله وثباتهما | | على تنفيذ مشروعهما المفيد فائدة حسنة رغم أنف كل مقاوم ومعاند ، لنجحوا | في مشروعهم السيئ .

ولم يلبث المترجم أن أخذ في تعليم العساكر حتى أتم تعليم فرقة واستعرضها | في ميدان الرميلة أمام القلعة بحضرة محمد علي باشا وجميع أعيان البلد وكثير من | المعارضين لهذا المشروع المعتقدين عدم نجاحه ، وإنما أتوا بأنفسهم ليتحققوا نجاحه | من عدمه ، فلما رأوا أن المشروع قد أخذ في النجاح صاروا من جهة ينفرون | الأهالي منه ويفهمونهم أنه لو نجح هذا المشروع لكان سببا في أخذ أولادهم | وتغريبهم عن أوطانهم وتصير الخدمة العسكرية جبرية على كل شاب مصري | سواء كان مزارعا أو من أهل العاصمة ، ومن جهة أخرى يحرضون العلماء | ويلقون في أذهانهم كلا ما يفهم منه الحث على عدم تنفيذ هذا المشروع | ويلبسون عليهم الأمر ويرونهم أن هذا المشروع ربما يكون سببا لتداخل | الأجانب في مصر خصوصا في الإدارة العسكرية وأن ذلك مخالف للقرآن | الشريف والشرع الحنيف .

مخ ۹۶