بهجه
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
پوهندوی
د .أحمد زكريا الشلق
خپرندوی
دارالكتب والوثائق القومية
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
1426هـ /2005 م
د خپرونکي ځای
القاهرة / مصر
فلما دخل أسوان واستراح من تعب أسفاره شرع في البحث عن الفحم | الحجري الذي أرسل لأجله ولم يتأخر بسبب اعتقاده الجازم أنه لا يوجد في مثل | هذه الجبال الصوانية ، بل كان جل بغيته أن يؤدي مأموريته بالصداقة والأمانة | | ولم يأل جهدا في المرور على الحدود المصرية وما يكتنف أسوان من الجبال شرقا | وغربا للبحث عن هذا المعدن الذي لا بد منه في تقدم الصناعة في مصر ، ولو | كان البحث بدون فائدة ولا جدوى ثم سافر من أسوان إلى مينا القصير الواقعة | على البحر الأحمر مفتشا في طريقه عما جاء للبحث عنه وقد أنهكت قواه هذه | الرحلة الأخيرة لعدم تعوده على الإقامة في البلاد الواقعة في المنطقة الحارة حتى | اعتراه المرض بسبب شدة الحرارة وثقل عليه ، حتى كادت روحه أن تزهق | وتكون هذه الرحلة خاتمة أسفاره ، ولكن لقوة بنيته الأصلية أمكنه أن يقاوم | المرض فاستراح أياما حتى رجعت إليه قواه وقفل راجعا إلى أسوان .
وفي أثناء هذه المدة أخذ الجيش المصري في العودة إلى مصر وذلك أن بطل | مصر إبراهيم باشا بعد أن استأصل شأفة الوهابيين وأعاد الأمن إلى طريق | الحجاج أراد أن يريح عساكره من الأتعاب والأوصاب التي كابدوها أثناء هذه | الحروب الهائلة التي استمرت عدة سنوات فترك مدافعه في جدة وأرسل أوامره | إلى جزء من جيشه بالعودة إلى مصر برا على طريق ساحل البحر الأحمر ثم سافر | معه من بقى من جيشه من جدة بحرا إلى القصير ومنها على طريق الصحراء إلى | قنا ثم ركب النيل من قنا قاصدا العاصمة وكان أمراء الصعيد ومأمورو الحكومة | يتلقونه أينما حل بالتبجيل والتعظيم ، مفتخرين بعوده منصورا على الفئة التي | أعيت العساكر الشاهانية ، وما الفضل في ذلك إلا له ولعساكره المصرية التي | كانت هذه النصرة مقدمة انتصاراتهم وفتوحاتهم كما سيأتي إن شاء الله .
مخ ۹۳