144

بهجه

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

پوهندوی

د .أحمد زكريا الشلق

خپرندوی

دارالكتب والوثائق القومية

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

1426هـ /2005 م

د خپرونکي ځای

القاهرة / مصر

هذا ولقد عاد محمد علي باشا عند ذلك من بلاد السودان بدون أن ينال | الغاية المقصودة من اكتشاف معدن الذهب الذي كان يعود عليه بأرباح وافرة | نعم أنه عثر على عدة معادن لكنه رأى أنها تحتاج إلى مصاريف باهظة ربما زادت | عما يستخرجه منها من الذهب ولذلك عدل عن استعمالها وصرف وجهه إلى | تنظيم إدارة السودان واثقا بأنه لو اعتنى بإدارتها وتنمية ثروة أهلها ربما عادت | على الحكومة المصرية بأضعاف ما تربحه من معادن الذهب .

وبمجرد عودته أحدقت به قناصل الدول لمعرفة أفكاره من حيث تقدم | الأتراك وما هو عازم على فعله لو هاجمته الجيوش العثمانية ، فكان يجاوبهم | بأجوبة مرضية لهم ومطمنة لخاطرهم وما زال يؤكد لهم أن جل بغيته حفظ | السلم ليتمكن من نشر أسباب التمدن في بلاده ، ولكن كان في أثناء إعطائه لهم | هذه التأكيدات يرسل الجند والذخائر إلى ولده إبرهيم باشا وأوامره المشددة | بأن يكون دائما مستيقظا ومستعدا لصد هجمات من يتعدى عليه وبأنه لا يرد | القوة بالقوة إلا إذا تعدت العساكر الشاهانية إلى تخوم الحكومتين ، وبأنه لا يبدأ | أصلا بالهجوم بل يتربص في معسكره ينتظر ما يطرا عليه من الحوادث حتى لا | يكون هناك وجه لأوربا تنسبه به إلى التعدي والطمع وحب الاتساع ولا يكون | لها وجه أيضا في مساعدة الباب العالي عليه وكان ذلك في أوائل سنة 1839 .

مخ ۱۷۶