بهجه
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
پوهندوی
د .أحمد زكريا الشلق
خپرندوی
دارالكتب والوثائق القومية
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
1426هـ /2005 م
د خپرونکي ځای
القاهرة / مصر
وفي 18 ديسمبر من سنة 1832 وصلت مقدمة الجيش التركي تحت قيادة | رؤف باشا إلى شمال مدينة ( قونية ) وكانت هذه المقدمة مؤلفا أغلبها من الجيوش | غير المنتظمة ، فناوشهم إبراهيم باشا ليتحقق قوة انتظامهم ودرجة ثباتهم ولما | آنس منهم الضعف أراد أن يظفر بهم ويفرق شملهم ويشتت جمعهم قبل وصول | | الجيش فلم يقبل رؤف باشا الحرب لتحققه من عدم الثبات أمام الأسود المصرية | فانقضى يوما 18 و 19 في مناوشات خفيفة كانت نتيجتها أخذ بعض مدافع | وبعض أسرى من الأتراك . ثم في صبيحة يوم 20 من الشهر انتشر خبر وصول | رشيد باشا وجيشه إلى مقربة من ( قونية ) وحينئذ تحقق الكل أن هذه الواقعة | ستكون خاتمة الحرب وأنه لو انهزمت العساكر التركية ، خيف على الدولة العلية | من تقدم المصريين نحو القسطنطينية وبمجرد وصول رشيد باشا أخذ يتأهب | للقتال فرتب جيشه المركب من ستين ألف مقاتل على أربعة صفوف وجعل | الخيالة لوقاية الخلف والأجنحة ، لكنه ارتكب الخطأ الذي كان سببا في انخذال | حسين باشا أمام حلب ، وهو تفريق المدافع بين كل أورطة وأخرى وتشتيت | قواها وتفريقها حتى لا يعود لنيرانها تأثير ومن البديهي أن نفس الأسباب تنشأ | عنها نفس المسببات .
وأما إبراهيم باشا فلم يكن معه إذ ذاك إلا ثلاثون ألف مقاتل مدربون على | فنون القتال وحضروا كل الوقائع الحربية التي حصلت بين الترك والمصريين من | ابتداء الحرب ، مع أن الجيوش التركية كانت مؤلفة من أحداث مختلطي الأجناس | مختلفي الملل ومع ذلك لم يسبق لأغلبهم اقتحام نيران الحرب ومشاهدة أهوالها ، | ومما قوى في قلوب المصريين الأمل في الفوز والإنتصار ثقتهم برؤسهم وتعدد | النصر لهم المرة بعد المرة في سائر الوقائع التي شهدوها ، ' وكم من فئة قليلة | غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ' .
مخ ۱۴۸