112

بهجه

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

ایډیټر

د .أحمد زكريا الشلق

خپرندوی

دارالكتب والوثائق القومية

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

1426هـ /2005 م

د خپرونکي ځای

القاهرة / مصر

أما محمد باشا والي حلب قائد الجيوش التركية فلم يرتب جيشه إلا على | صفين فقط ولا يخفي ما ينشأ عن ذلك من ضعف نار المشاة ولم يحسن ترتيب | الطوبجية لأنه فرقها ووضع بين كل أورطة من المشاة مدفعا واحدا فكان عدم | الإحتياط في ترتيبها سببا في إضاعة قوتها ثم ارتكب غلطة أخرى أعظم من | الأولتين ، وهي وضع جناحه الأيمن في نقطة بحيث يتعذر عليه الخروج منها | | بسرعة لمساعدة الجناح الآخر أو القلب وهذه النقطة كانت محاطة بترعة وبركة | وطريق عام فلما رأى سليمان بيك هذه الترتيبات وعلم أن جناح الترك الأيمن | في حيز العدم وجه كل قوته نحو الجناح الأيسر والقلب فصوب إليهما مدافع | بطارياته الأمامية وفي أثناء إطلاق القنابل ذهب ببطارياته الإحتياطية وبعض من | الخيالة وساروا بميل حتى وصلوا إلى طرف الجيش من جهة اليسار وهناك هجم | بمدافعه وخيله فشتت شمل الجناح الأيسر والقلب وفرقهم أيدي سباحين ، كان | الجناح الأيمن لا يقوى على التحرك من مكانه فانهزم الجيش التركي ورجع محمد | باشا وما بقي من جيشه إلى مدينة حلب ، ووجد بالقرب منها حسين باشا مع | بقية الجيش .

وكانت هذه الواقعة في 9 يوليو سنة 1832 وبلغ عدد القتلى من الترك | ألفين والأسرى ثلاثة آلاف وكانت الغنيمة فيها للمصريين اثنى عشر | مدفعا وكثيرا من الذخائر والخيام فتقهقر محمد باشا إلى حلب حيث التقى بحسين | باشا وجيشه ولما أراد حسين باشا الدخول في مدينة حلب ليتحصن فيها منعه | سكانها خوفا من انتقام إبراهيم باشا منهم فاضطر حسين باشا أن يتقهقر ليبحث | عن مكان حصين يمكنه فيه أن يوقف سير المصريين ويصدهم عن بلاد الأناضول | واستمر في رجوعه حتى وصل جبال ( طوروس ) الفاصلة بين الشام والأناضول | وتحصن في مضيق هناك بقرب من مدينة تدعى ( بيلان ) حيث جمع شتيت قواه | مع الاحتياطي من جيشه . وهذا المضيق هو الطريق الوحيد بين بلاد الشام | والأناضول وهو مشهور في التاريخ لمرور الإسكندر المقدوني منه في الجيل الرابع | قبل المسيح حين زحف بجيشه لفتح بلاد الشام ومصر لمرور الإفرنج حين أتوا | على طريق قسطنطينية في زمن الحروب الصليبية لفتح بيت المقدس . |

واقعة بيلان :

مخ ۱۴۴