102

الحقيقة؛ هو الاسم المحذوف الذي أقيم هذا المصدر مقامه، كأنه إذا قال: أجلس ما

جلست، فقد قال: أجلس جلوسك، أي: أجلس وقت جلوسك، فحذف الوقت أو

الزمن أو ما أشبهه من أسماء الزمان، وأقام المصدر مقامه، كما أقيم المصدر مقام

الظرف الزمانيفي قولهم: جئت مقدم الحا ج، وخفوق النجم، وخلافة فلان، وما

أشبه ذلك مما يحذف فيه اسم الزمان، ويقام المصدر فيه مقامه

قال سيبويه: وسألته( 1) عن قوله: ما تدوم لي أدوم لك، فقال: ليس في هذا

جزاء من قبل أنالفعل صلة ل(ما)، فصار بمنزلة (الذي)، وهو بصلته كالمصدر،

ويقع على الحين، كأنه قال: أدوم لك دوامك لي، ف(ما) و(دمت) بمنزلة الدوام،

وي دلك على أن الجزاء لا يكون هنا أنك لا تستطيع أن تستفهم ب(ما تدوم) على

(/)

________________________________________

هذا الح د، ومثل ذلك: كلما تأتيني آتيك، فالإتيان صلة ل (ما)، كأنه قال: كل

إتيانك آتيك، وكلما تأتيني، يقع أيضا على الحين، كما كان: ما تأتيني يقع على

الحين، ولا يستفهم ب(كلما)، كما لا يستفهم ب(ما تدوم)

1) يعنى: الخليل)

100 المسائل المشكلة

أقول: إنمنع سيبويه من أن تكون هذه جزاء أو استفهاما، يدل علة أنه عنده

حر ف، وإذا كان حرفا لم يج ز أن يستفهم به، ولا يجازى به أيضا، لأن(ما) في

الاستفهام والجزاء اس م كما ق دمنا، وكما لا يستفهم ب(ما) هذه التي تكون مع

الفعل مصدرا، وتستعمل ظرفا وهو غير مضاف إليها، لكونه حرفا، كذلك لا

يستفهم به إذا أضيف إليها (كل)

فإن قلت: كيف أضيف إليه وهو حرف، فلأنه مع الفعل بتأويل اسم،

كقولهم: هو أه ل أن يفعل ذاك

فأما قول أبى العباس في كتاب (الغلط)( 1) م ن أنسيبويه ذكر أنالاستفهام لا

يكون ب(كلما)، وقوله: إنالاستفهام ب(كلما) جيد وذلك نحو: أن يقول القائل:

أخذت بعضه أو كله، فإذا لم يفه م بعض ما أخذ، قال:كلما أخذت، وبعض ما

(/)

ناپیژندل شوی مخ