وأعذب ألفاظا وأحلى معانيا (6)
حسن المناظرة:
كانت مجالس المناظرة تعقد في بغداد في مختلف الفنون، وكان الناس يهرعون إليها؛ ليطلعوا على ما يدور فيها من حسن الحوار واحتكاك الأفكار بالأفكار. وكان الأدب الرائع يسود تلك المجالس، والدقة في البحث تخيم عليها:
أدرتم مقالا في الجدال بألسن
خلقن فجانبن المضرة للنفع
2 (7)
الجد والجلد في طلب العلوم:
كان البغداديون موصوفين بالجلد والجد في طلب العلم على اختلاف ضروبه وتنوع فروعه، وقد كان سفيان بن عيينة كثير الثناء على شباب البغداديين وشدة رغبتهم في طلب العلم، ويفضلهم على شباب البلاد الأخرى التي عرفها في زمانه. وقال ابن علية: «ما رأيت قوما أحسن رغبة ولا أعقل في طلب الحديث من أهل بغداد.» وقال ابن عائشة: «ما رأيت أحسن من تلقف أصحاب الحديث ببغداد للحديث.» (8)
العصبية الوطنية:
كان البغداديون لا يرون بلدا من بلاد الله يساوي بلدهم أو يدانيه، وكان أحدهم إذا فارق بغداد لا ينفك يحن إليها ويذكر مباهج جانبيها، مما لو جمعنا بعضه لحصل لدينا باب من الأدب طريف، وغرض من أغراض الشعر شريف:
ناپیژندل شوی مخ