ومن بديع الاستعارة في المنثور قول بعض العرب: خرجت في ليلة حندس قد ألقت على الأرض أكارعها فمحت صورة الأبدان، فما كدنا نتعارف إلا بالآذان.
وقال بعض العرب: جعلنا الرماح أرشية الموت فاستقينا بها أرواحهم: ومدح أعرابي قومًا فقال: أولئك غر تضيء في ظلم المشكلات، وتصغي إليهم المجد، يصومون على الفحشاء، ويفطرون على المعروف.
ووصف آخر روضة فقال: جرت بها الريح أذيالها وحطت بها السحاب أثقالها.
ووصف أعرابي قومه فقال: إذا اصطفوا تحت القتام، سفرت بينهم السهام، وإذا تصافحوا بالسيوف، فغرت أفواه الحتوف.
وقال آخر:
سأبكيك للدنيا وللدين؛ إنني ... رأيت يدَ المعروفِ بعدك شلت
وقال آخر:
وجيشٍ تضلّ البلقُ في حجراته ... ترى الأكم فيه سجدًا للحوافر
وقال أبو تمام:
1 / 44