26

بذل المرام في فضل الجماعة وأحكام المأموم والإمام

پوهندوی

عبد الرؤوف بن محمد الكمالي

خپرندوی

دار النشر الإسلامية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۲۳ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

و الحكمة في مشروعية الجماعة:

قيل: لأن المذنب إذا اعتذر من سيِّده فيجمع الشفعاء لتُقضى حاجته. ألا ترى أن الجماعة إذا قَصَدَتْ باب السلطان وفيها واحد له جاه مكين فُتح له الباب فيدخل الكل بجاهه؟ فإذا كان فيهم واحد مذنب قَبِل الملكُ عُذره، وعفى عنه لأجل ذي الجاه؟ وكذلك الجماعة إذا كان فيهم واحد قُبِلَتْ طاعته، قُبِلَ الجميع لأجله.

ولأن الصلاة مائدة الكريم، ومن سننه(١): كلما كثرت الأضياف زاد في الإِنعام عليهم والإكرام لهم.

وفيها فوائد تعود على المصلي:

منها: أمنه من السهو عن بعض الأركان.

ومنها: أنه إذا دخل الصلاةَ من لا يُحْسِنُها تعلَّم منهم.

ومنها: إظهار الانقياد والطاعة من غير عناد.

ومنها: تشبيه الصلاةِ بالحج والصوم؛ إذ المسلمون يحجون معًا ويصومون معًا، فناسب أن يصلوا معًا.

ومنها: تشبيه صفوفها بصفوف القيامة.

ومنها: كثرة العمل، كالمشي إليها وانتظارها؛ لأنه في صلاة.

ومنها: تفقُّد أحوال إخوانه المسلمين، وإظهار السلام وإفشاؤه على الحاضرين والمصلِّين.

(١) أي: سنن الكريم سبحانه وتعالى.

26