============================================================
اجزء" المنبجي، بعد إنكاره على من جمع الناس في موضيع، فصاروا يدعون ويصرخون صراخا عاليا، وذلك في ستة آربع وستين وسبع مائة، لما وقع الطاعون/ بدمشق فذكر أن ذلك حدث سنة تسع [95/ب] وأربعين. وخرج الناس إلى الصحراء، ومعظم اكابر البلد، فدعوا واستغائوا، فعظم الطاعون بعد ذلك وكثر، وكان قيل دعائهم آغف.
قلت: ووقع هذا في زماننا، حين وقع أول الطاعون بالقاهرة، في السابع والعشرين من شهر ربيع الآخر، سنة ثلاث وثلاثين وثمان مائة . فكان عدد من يموت بها دون الأربعين. فخرجوا إلى الصحراء، في الرابع من جمادى الأولى، بعد آن نودي فيهم بصيام ثلاثة أيام، كما في الاستسقاء، واجتمعوا ودعوا وأقاموا ساعة ثم رجعوا. فما اتسلخ الشهر حتى صار عدد من يموت في كل يوم بالقاهرة فوق الألف، ثم تزايد.
ووقع الاستفتاء عن ذلك؛ فأفتى بعض الناس بمشروعية ذلك، واستند فيه الى العمومات (1) الواردة في الدعاء. واستند آخر إلى آنه وقع في زمن الملك المؤيد وأجدى ذلك، وحضره جمع من العلماء فما أنكروه(2) .
وافتى جماعة من العلماء بأن ترك ذلك أولى، لما يخشى من الفتنة به، إثباتا ونفيا، لأنه إن أجدى لم يأمن(2 خطر الدعوى، وإن لم يجد لم يأمن سوء الظن بالعلماء والصلحاء والدعاء.
(1) قوله: (عن ذلك. .. العمومات) ليس في ظ، بسبب اهتراء أو بلل أصاب الورقة من أسفل، فرمت، فذهب سطران (2) ظ : انكره- تحريف.
(3) ف: يؤمن - تحريف؛ لأن (يامن) الثانية جاءت في النسخة نفسها بالبناء للمعلوم كما هنا، فعرف أن الأولى محرفة، ولو أن المعنى الحاصل واحد.
مخ ۲۵۹