============================================================
وأيضا لو توارد الناس على الخروج، لبقي من وقع به عاجزا عن الخروج، فضاعت [مصالح](1) المرضى، لفقد من يتعهدهم، والموتى لفقد من يجهزهم(2). ولما في خروج الأقوياء على السفر من كسر قلوب من لا قوة له على ذلك. وقد قيل في الحكمة في (2 شدة/ 1/48] الوعيد على الفرار من الزحف: لما فيه من تخويف الباقين وازعاجهم، وخذلان من كان مستمرا [في القتال)(4).
وقد جمع الغزالي في "الإحياء" بين الأمرين، فقال: الهواء لا يضر من حيث ملاقاته ظاهر البدن، بل من حيث دوام الاستنشاق، فيصل إلى الرئة والقلب فيؤثر فيهما، ولا يظهر على الظاهر إلا بعد التأثير في الباطن. فالخارج من البلد الذي يقع به، لا يخلص غالبا من الأمر الذي استحكم من قبل، ولكنه يتوهم الخلاص، فيصير من الأوهام القادحة في التوكل. ثم انضاف إلى ذلك، أنه(5) لو رخص للأصحاء في الخروج، لما بقي من يتعهد المرضى، وتضيع اله ومتها: ما تقدم من أن الخارج يقول: لولم أخرج لمت، ويقول المقيم: لو خرجت كما خرج فلان لسلمت، فيقع في ال"لو(2) المنهي عنها. وإلى هذا مال ابن عبدالبر فقال: النهي عن الخروج للإيمان بالقدر، والنهي عن القدوم لدفع ملامة النفس. ونقل عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: الطاعون فتنة للمقيم وللخارج عنه..
1)ف: بخرچهم (1) من ف، ظ (3) ف: على- أظنها تحريفا (4) من ف، ظ (5) ظ: ما، مكان: آنه، ولها وجه (6) في الأصل: اللوم- تحريف.
مخ ۲۳۴