138

============================================================

ووجه الإشكال: أنه إذا كان شهادة ورحمة، فكيف قرن بالدجال؟ وكيف مدحت المدينة الشريفة بأنه لا يدخلهاء .

والجواب عن ذلك: أن كونه شهادة ورحمة، ليس المراد بوصفه بذلك(1) ذاته، وانما المراد أن ذلك يترتب عليه ويتشأ عنه وأنه سبيه. وإذا تقرر ذلك، واستحضر ما تقدم من أنه وطعن الجن"، ظهر مدح المدينة بأنه لا يدخلها، إشارة إلى ان كفار الجن وشياطينهم ممنوعون من دخول المدينة الشريفة(، ومن اتفق دخوله إليها [منهم](4)، لا يتمكن من 1ه/1] آحاد أهلها بالطعن، حماية من الله تعالى لهم منهم.

فإن قيل: طعن الجن لا يختص بوقوعه من كفارهم في مؤمني الإنس، بل يقع من مؤمني الجن في كفار الإنس، كما تقدم تقريره، فإذا سلم منع الجن الكفار من المدينة لم يمنع من آمن منهم.

فالجواب: ان(2) دخول كفار الإتس إلى المدينة غير مباح، فإذا لم يسكن المدينة إلا من يظهر الإسلام، جرت عليهم أحكام المسلمين، وصار من لم يكن خالص الإسلام تبعا للخالص، فحصل الأمن من وصول(4) الجن إليهم بذلك، فلذلك لا يدخلها الطاعون اصلا.

وهذا الجواب أحسن من جواب القرطي في "المفهم"، حيث قال: المعنى : لا يدخلها من الطاعون مثل الذي في غيرها، كطاعون (1) ظ: وصف ذلك ف: بوصفه ذلك، (2) من ظهف.

(3) رأن) ليست في ف (4) (وصول) ليست في ف.

مخ ۱۳۸