بذل المعون في فضل التعون
Badhl al-Maʿun fi Fadl al-Taʿun
ژانرونه
الوجه الرابع : ظهر لى ولم أره منقولا ، وهو أن يحمل اختلاف اللفظ على أنه من تصرف الرواة ، لاتحاد مخرج الحديث - كما تقدم - بناء على أن كلا من اللفظين يفيد ما يفيده الأخر من المقصود . فحيث جاء بلفظ [أعدائكم ] فهو على عمومه ، إذ لا يقع الطعن إلا من عدو في عدوه ، ويكون الخطاب لجميع الإنس بأن الطعن يقع من كافرى الجن فى مؤمنى الإنس ، أو من مؤمنى الجن في كافرى الإنس ، ويشهد له حديث أبى غسيب الماضى ذكره أنه شهادة للمسلم ورجز على الكافر . وحيث جاء بلفظ وإخوانكم « فهو على عمومه أيضا لكن المعنى به أخوة التقابل ، كما يقال: الليل والنهار أخوان ، والشمس والقمر أخوان . أو أخوة التكليف، فإن الإنس والجن هما الثقلان بنص الفرأن ، لأاشتراتهما في التكليف.
قال ابن عبدالبر في والتمهيدة : الجن عند الجماعة مكلفون مخاطبون . وقال ابن حزم في الملل . جاء النص بأن الجن أمة عاقلة مميزة مكلفة موعودة متوعدة متناسلة يموتون، وأجمع المسلمون كلهم على ذلك . نعم ، والنصارى والمجوس واليهود إلا السامرة فقط . وقال الإمام فخر الدين في والتفسيرة : أطبق الكل - يعنى من أثبت م وجود الجن - على أن كلهم مكلفون ، انتهى
فإطلاق وإخوانكم ه من هذه الحيثية يشمل جميع الجن فيصح وصف من يقع منهم الطعن في الإنس بذلك كلفظة والأعداء . وبهدا يجاب عن حديث الزاد، فإنه جاء بلفظ وإخوانكم في جميع طرقة دون لفظ أعدائكم . والمراد به جميع الجن - مؤمنهم وثافرهم فإنهم مشتركون في كون ذلك زادهم ، والله أعلم .
ثم رأيت حاصل هذا الجواب فنقولا في جزء . جمعه الشيخ أبو عبدالله المنبجى زتم الصالحى الحنبلى في الطاعزن ، ولفظه: قال بعض المتأخرين : ليس المراد أخوة الدين ، وإنما المراد أخوة التقابل ، فالإنس والجن متقابلان لأنهما الشقلان، هذه عبارته ، والله أغلم وقد أجاب بعض قدماء المفسرين عن قوله تعالى : ياخت هرون قال : أراد أخوة التشابه لا أخوة النسب ، وثأن في ذلك الوقت رجل يقال له هارون إما صالح وإما طالح ، على اختلاف الرواية في ذلك ، فشبهوفا به . فيمكن أن يجىء مثل ذلك هنا ء لان الجن والإنس متشابهان فى التكليف ، كما تقدم .
الوجه الخامسن : ذاكرنى به بعض الفضلاء ، وهو أن تحمل ، الإضافة في رواية وخز أعدائكم على أنها، إضافة إلى الفاعل ، وفنى رواية إخوانكم على أنه، إضافة إلى المفعول . والمراد بالأول ما يقع في الإنس من الجن ] وبالشانى ما يقع في المؤمنين من الجن . ولا يخفى تكلف هذا الجواب وبعده .
ويمكن إثبات وجه سادس ، يستبط من معنى حديث ذكرته ل في أخر الباب الثالث ، فليراجع منه .
تكملة تتعلق بقوله : ووفى كل شهادة ، وفع لى تردد في الفاسق ما يكون حكمه وبأى الفريقين يلتحق وأعنى بالفاسق مرتكب الكبيرة ، إذا هجم عليه ذلك وهو مصر فإنه يقال : لا يكرم بدرجة الشهادة ، لما هو ملتبس به ، فقد قال سبحانه وتعالى . أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذن ءامنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ويحتمل أن يقال: تحصل له ذرجة الشهادة ، لعدم التقييد في الأخبار الواردة ، فى أنه شهادة للمسلم بوصف زائد على الإسلام ومن الأحاديث العامة فى ذلك حديث أنس في والصحيحين: والطاعون شهادة لكل مسلم» : فإنه صريح فى العموم . ولا يلزم من حضول ذرجة الشهادة لمن اجترح السيئات أن يساوى المؤمن الذى عمل الصالحات فى المنزلة، فإن ذرجات الشهداء متفاونة ، كنظيره من عصاة المؤمنين إذا قتله الكافر مجاهدا فى سبيل الله ، لتكون كلمة الله هى العليا ، مقبلا غير مدبر، فإنه شهيد لا محالة ، ولو كانت له ذنوب أخرى لم يتب منها . فسياتى في الباب الثالت حديث عتبة بن عبد، المصرح بأن من اقترف الذنوب والخطابا ، وجاهد بنفسه وماله حتى يقتل فى سبيل الله تنمحى خطاياه ، إن السيف محاء للخطايا
نعم ، ثبت الخديث الصحيحز أن الشهيد يغفر له كل دنب / إلا الذين وفى معن الذينه سائر التبعات المتعلقة بالعباد .، وأما ما أخرجه ابن ماجة من حديث أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول : اشهيد البحر مثل شهيدى البر الحديث، وفيه: وويغقر لشهيد البر الذنوي كلها إلا الذين ، ولشهيد البحر الذنوب والدين ، فهو حديث ضعيف : لضعف راويه عقيربن معدانه . فإن كان تابا فهو خاص بالغريق الذى يخرج مجاهدا فى سبيل الله ، فإنه يجتمع له سببان للشهادة القتال في سبيل الله والغرق .
ويمكن أن يقتال: أفاد الاستثناء أن حقوق العباد لا تسقط بمجرد حصول الشهادة . وأفاد الإثبات الإشارة إلى أن الله تعالى قد يهب للشهيد من مزيد الثواب بسبب الشهادة ما يوفى معه من حسناته حق من له فى قبله مظلمة ويتوفر له تواب الشهادة خالصا والحاصل : أن وجنود التبعات لا يمنع حصول الشهادة لأن الشارع قد رتب الثواب على صفة معينة ، فإذا حصلت للمؤمن عند مونته حصل له ذلك الثواب ، فضلا من الله وإحسانا ووفاء بوعد الله ، والله لا يخلف الميعاد وليس للشهادة معنى إلا أن الله تعالى يثيب من حصلت له ثوابا مخصوصا، ويكرمه كرامة زائدة .
وقد بين الحديث أنه يكفر دنوبه المتعلقة بحقوق الله اتعالى ويتجاوز عنه الإخلال بها ، بأن يترك معاقبته عليها : فإذا فرض أن
ناپیژندل شوی مخ