شهي الظلم مغفور الذنوب
باسم الآباء يرزقون
كنا نسأل الرجل ما اسمك؟ فيقول: ابن فلان أو خالي فلان! وكنا كثيرا ما نسكت عن هؤلاء؛ لأنا نظنهم أغنياء؛ إذ كانوا من أبناء الأغنياء أو أبناء أخوات الأغنياء! ومتى كان المال نسبا عند بعض الناس فقد يكفي أن ينتسب أحدهم لغني؛ لأن المال موروث!
ولكن الذي لا نفهمه - في هذا الجيل - أن يسأل الرجل عن اسمه فيقول: ابن فلان العالم الجليل أو الكاتب البليغ أو الشاعر المجيد. وكل امرئ يعرف أن الآباء يتركون لأبنائهم مالهم إن أخطأه التبديد! فأما العلم والأدب والفلسفة فمما لا ينال بالميراث، ولا يمكن أن يحترم جاهل أو غني؛ لأن أباه عالم أو فصيح.
فهل لأبناء العلماء والكتاب والشعراء أن يريحونا قليلا من خيلائهم ثم يقبلوا على العلم والأدب إن شاءوا أن نوليهم بعض ما أولينا آباءهم من التبجيل؟
كتاب الجرائد الأدبية
كنا نحسب السادة «المتأدبين» كتاب الجرائد الأدبية قوما يحبون الصدق ويبغضون الاختلاق؛ لأن العهود التي قطعوها على أنفسهم يوم افتتحوا جرائدهم «بالبسملة والحمدلة» كانت تؤذن بأنهم أنصار الحق وأعداء الضلال!
ولكن فريقا من هؤلاء الكاتبين يستبيحون لأنفسهم الكذب والافتراء، فإذا سألتهم من شرع لكم هذه الشريعة الباطلة: شريعة الكيد للناس باسم الدين والأخلاق، ابتسموا ابتسامة صفراء، وقالوا: إنما نفعل ذلك لينتبه الناس إلى ما نكتب فتنبه جرائدنا وتذيع!
ألأجل أن يعيش عشرة من الكسالى الذين ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت؛ لأنهم لم يسلكوا سبيل الحياة؛ يؤذى الأبرياء في أنفسهم وأموالهم، وتعق الفضيلة، وتروج الأراجيف؟ كلا، لن ينال هؤلاء شيئا مما يشتهون، فقد سلمت الأذواق، وأصبح الناس أحرار العقول لا يقرءون جريدة إلا إن غلبت عليها النزاهة والإخلاص.
الشباب العابث
ناپیژندل شوی مخ