وكل قتيل عندهن شهيد
ولقد رأى من الأدب أن لا أناقش خطاب الآنسة زكية هانم، فاسمعي كلمة عما قاله الكتاب الآخرون:
يقول كاتب من بولاق: «إن خطابي إليك يحمر له وجه الفضيلة! ولقد يظهر أن الفضيلة عند هذا الكاتب أضعف من أن تثبت أمام رسائل الحب، وقصائد النسيب! وهو رأي غريب، يدل على ميل صاحبه إلى ظلم العواطف، وقتل القلوب! ولئن كان هذا الكاتب صادقا فيما يحدث عن نفسه من بغض الحب ومقت الصبابة، فإنا نسأل الله الرحمة مما مني به هذا الذي يعيش بلا فؤاد.»
أما كلمة الكاتب «ع. صيام» ففيها هنات كنا نود لو سلم منها قلمه البليغ! ولقد أتعب نفسه في إثبات أنك محبوبة حقيقية لا خيالية، ثم ختم كلمته بقوله: «إذا كان كذلك فالسلام عليك يا أبا فتحية»، وإني لأتقبل منه هذه الكنية الجميلة، وأرجوه أن يتأمل هذا البيت:
لا تدعني إلا بيا عبدها
فإنه أشرف أسمائي
ولا يفوتني أن أصرح لك بأني اضطربت عند قوله: «ولو كانت فتحية تضمر لك شيئا من الحب الذي تزعمه أنت؛ لرأيت عواطفها تسبق محفوظاتها الأدبية»، أليس في هذا شيء من الحق يا فتحية؟ صدقت يا صيام وصدق معك من نظر لحبيبته وهو يقول:
أما والله لو تجدين وجدي
جمحت إلي خالعة العذار
وأنت يا فتحية؟
ناپیژندل شوی مخ