============================================================
37 سلطنة الظاهر بيبرس اليندقدارى من المال، وأن القصد أن يأخذ من أموال الرعية ، ما يستعان به على دفع التتار؛ فأفتوه علماء الشام بأنه يجوز له أخذ أموال الرعية، فأخذ خطوطهم بذلك : ثم قال : ((هل بقى من أعيان العلماء أحد"؟ قالوا : "( نعم ، بقى الشيخ محيى الدين النواوى، رأس عاماء الشافعية)).
فأحضره، وقال له: "اكتب خطك بذلك مع الفقهاء" ، فامتنع من ذلك، ، فقال له : ( ما سبب امتناعك"؟ قال : " أنا أعلم أنك كنت فى الرق للأمير أيد كين البندقدارى، وليس لك مال، ثم إن الله تعالى من عليك وجعلك ملكا؛ وبلغنى ان عندك سبعة آلاف مملوك ، ولكل مملوك حياصة ذهب؛ وعندك مائتا جارية، لكل جارية حلى فاخرة، ما بين ذهب ولؤلؤ ونصوص متمنة، فإذا بعت ذلك جميعه، وبقيت مماليكك بالبنود الصوف ، بدلا عن الحوايص الذهب ، وباعت جواريك الحلى التى عندها ، أقتيتك بأخذ أموال الرعية" .
12 فلما سمع (2174) ذلك اللمك الظاهر، غضب منه، ورسم بأن يخرج من الشام، ولا يقيم بها، فقال الشيخ محيى الدين : (1 السمع والطاعة"؛ وخرج من الشام ، وتوجه إلى يلده نوى: 1 نوقف العلماء والنقهاء إلى السلطان، وقالوا : "إن هذا من كبار علمائنا وصاحاثنا، وممن يتتدى به )؛ فرسم الساطان برجوعه إلى دمشق، فامتنع الشيخ من العود إلى
دمشق، وقال : "لا أدخاها والظاهر فى قيد الحياة)؛ فلم يتم الظاهر بعد ذلك إلا 18 مدةييرة ومات ، كما سياتى ذكر ذلك فى موضعه.
قال الشيخ شمس الدين الذهبى : "كان الملك الظاهر نعم الملك ، لولا ما كان فيه من الظلم ، وأخذ اموال الرعية بغير حق، انتهى ذلك فلما خرج السلطان من دمشق، توجه إلى حلب، وتقاتل مع التتار فكسرهم،
وقتل منهم تحو الثك؛ وهرب أبغا، ملك التتار، فتبعه السلطان إلى الابلستين ، (18) فلما ييم : فلم تقتا.
(تارخ ابن اياس ج1ق 1- 22)
مخ ۳۳۷