============================================================
ساطنة الصاخ ثجم الدين أيوب 278 بالنفير عاما ، ولا يتأخر كبير ولا سغير، فإن القرجج قد وسلت بوادرهم إلى المنعورة : فعند ذلك اضعاربت أحوال الديار المصرية، لعظم هذه البلية؛ ثم جاءت الأخبار بأن الفرنج ماكوا ثغر دمياط ، وسبب ذلك أن نائب دمياط خاف على أعل المدينة، فقرب
مو وإياهم تحت الليل، وترك أبواب المدينة مفتحة؛ فاما أصبحوا الفرنج ، وجدوا أبواب المدينة متتحة ، ولا نيها آحد (140 ب) من الناس، فظتوا الفرنج أن ذلك مكيدة من المسلمين، فتمياوا حتى ظهر لهم آن ما فى المدينة آحد من المسلمين، فدخلوا اليها من غير مانع وملكوها.
ثم إن الملك السالح خرج من التاهرة، وهو عليل فى محفة ، وخرج معه السواد الاعظم من أهل مصر، وحضر عربان الوجه القبلى، وعربان البحيرة، وعربان الشرقية ، فاجتمع معه بحو عشرين الف مقاتل، خارجا عن المشاة .
فلما وصل الملك الصالح إلى المنورة، أمر بشنق نائب دمياط، ومعه جماعة من الأمراء الذين كاثوا بدمياط، فشنق فى يوم واحد نحو خمسين أميرا، بسبب خروجهم من مدينة دمياط، بغير إذن من السلطان؛ فلما فعل ذلك، نثر عنه قلوب العسكر، وقصدوا الوثوب عليه هناك، وهو فى الخيمة، فأشار بعض الأمرا، بترك ذلك، وقال : (1ما هذا سواب فى هذا الوقت) ثم صار القتال سمالا بين المسامين والفرنج، وقتل من الفريقين ما لا يحضى عددهم؛ هذا والسلطان اللك الصالح كل يوم يتزايد فى المرض، وامتغع عن اجتماع الأمراء به .
فاما كانت ليلة الأحد رابع عشر شعبان، سنة سبع وأربعين وسمائة، توفى الملك 18 الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل شمد .
فلما مات بالمنصورة، كتم موته خوفا من الغرتج أن يطمعوا فى آخذ الديار المصرية؛ فحل الملك الصالح فى زورق تحت الليل، وجئ به إلى قلعة الروضة، 21 فدفن فى تلك القاعة القدم ذكرها ، فدفن بها مدة ثم نقل (2141) من بعد ذلك
(12) الذين : الذى: (20) أن يلمعوا : ان لا يممعوا
مخ ۲۷۸