فِي الْقُلُوب فيستولي الرعب علنها من أجلهَا فتتحل المراكز وَتَقَع الْهَزِيمَة قَالَ وَأكْثر مَا يَقع عَن هَذِه السباب الْخفية وَلذَلِك قَالَ ﷺ الْحَرْب خدعة وَمن أَمْثَال الْعَرَب رب حِيلَة أَنْفَع من قَبيلَة وَإِذا كَانَت وَاقعَة عَن أَسبَاب خُفْيَة فَهِيَ من قبيل مَا بالبخت والإتفاق كَمَا تقرر فِي مَوْضِعه
فهم حَقِيقَة قَالَ وتفهم من وُقُوع الغلب عَن الْأُمُور السماوية معنى قَوْله ﷺ نصرت بِالرُّعْبِ مسيرَة شهر وَمَا وَقع من غَلَبَة للْمُشْرِكين فِي حَيَاته بِالْعدَدِ الْقَلِيل وَبعده كَذَلِك فِي الفتوحات معْجزَة لَهُ ﷺ بالقائه فِي الْقُلُوب سَببا للهزائم فِي الفتوحات الإسلامية كلهَا وَإِن خَفِي عَن الْعُيُون
قلت قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجر وَهَذِه الخصوصية حَاصِلَة لَهُ ﷺ على الْإِطْلَاق حَتَّى لَو كَانَ وَحده بِغَيْر عَسْكَر
قَالَ وَهل هِيَ حَاصِلَة لأمته من بعده فِيهِ احْتِمَال
تَنْبِيه على وهم قَالَ وَقد ذكر الطرطوشي أَن من أَسبَابه أَن يفضل عدَّة الفرسان الشجعان فِي أحد الْجَانِبَيْنِ على عدتهمْ فِي الْجَانِب الآخر وَلَو بِوَاحِد يكون لَهُ الغلب
قَالَ وَهُوَ رَاجع إِلَى الْأَسْبَاب الظَّاهِرَة وَلَيْسَ بِصَحِيح وَإِنَّمَا الْمُعْتَبر