فما غلظ منها صار سحابًا وما رق صار ضبابًا وقتامًا قال الله تعالى الله الَّذِي [١] يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحابًا ٣٠: ٤٨ والمنجمون يزعمون أن الشمس تمر بمواضع ندية وبطائح غمر فتثير سحابًا بحرارة مرورها فإذا تكاثف ذلك البخار صار غيمًا قالوا والمطر اجتماع ذلك البخار وانعصاره فيقطر كما يقطر طبق القدر لأن كل شيء ند إذا حمي ثار منه البخار وذلك أن الحرارة إذا خالطت الرطوبة لطفت أجزاءها فصيرتها هواء فإذا كثر في ذلك البخار برد الهواء رده البرد إلى الأرض فتكاثف وانعصر وصار ماء فانحدر فإن كان ذلك المنحدر شيئًا صغيرًا يسيرًا سمي ندًا ولذلك تكون الأنداء في الشتاء وفي الليالي أكثر لكثرة برودة الهواء فإن كان البخار الصاعد خفيفًا يسيرًا وكان البرد الذي هجم عليه من فوق شديدًا صار ذلك البخار جامدًا وإن كان البخار كثيرًا والبرد شديدًا صار ذلك ثلجًا وإن ألح البرد على السحاب انقبض الماء الذي فيه فجمد وصار بردًا وإنما الاختلاف في صغره وكبره لبعد مسافة الغيم من الأرض وقربه فإذا قرب نزل بسرعة لم يذب عن جوانبه شيء فبقي كبير الحبّ
[١] . والّذي Ms.