بعث و نوشور
استدراكات البعث والنشور
ایډیټر
أبو عاصم الشوامي الأثري
خپرندوی
مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٦ هـ
د خپرونکي ځای
الرياض - المملكة العربية السعودية
إلى غيري، فاذهبوا إلى نُوح، فَيأتُونَ نُوحًا ﵇ فَيقولون: يا نُوح، أنت أول الرُّسل إلى أهل الأرض، وقد سَمَّاكَ عَبدًا شَكُورًا، فاشفع لنا إلى ربك، ألا تَرَى إلى ما نَحنُ فِيه؟ فيقول: إن ربي قَد غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبُ قَبْلَه مِثْلَه، وإنه قَد كَانَت لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُها عَلى قَوْمِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذهبوا إلى غَيري، اذهبوا إلى إبراهيمَ فَيأتونَ إبراهيمَ فيقولون: أنت نَبِيُّ اللهِ وخَلِيلُهُ مِن أَهلِ الأَرضِ، اشفع لنا إلى ربك، ألا تَرَى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قَد غَضِبَ اليوم غَضبًا لَم يَغضب قَبله مِثله، ولن يَغضب بَعده مِثله، وإني قَد كنت كَذَبتُ ثَلاثَ كَذِبَاتٍ -فذكرهن أبو حيان في الحديث- نَفسي نَفسِي نفسي اذهبوا إلى غَيري، اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى ﵇ فيقولون: يا موسى، أنت رَسولُ الله، فَضَّلَك بِرِسَالته وبِكَلامِه على الناس، اشفع لنا، ألا ترى إلى ما نحن
فيه؟ فيقول: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِب اليَومَ غَضَبًا لَم يَغْضَب قَبْلَه مِثْلَه، ولَن يَغضَب بَعده مِثْلَه، وإني قَتَلتُ نَفسًا لَم أُومَر بِقَتْلِهَا، نَفْسِي نَفْسِي اذهبوا إلى عِيسى، فيأتون عيسى ﵇ فيقولون: يا عيسى، أنت رَسولُ الله وكَلِمَتُهُ ألقاها إلى مَريمَ وَرُوُحٌ مِنه، وكَلَّمت النَّاسَ في المَهد، اشفع لنا، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إِنَّ رَبِّي قَد غَضِبَ اليوم غضبًا لَم يَغضب قَبله مِثْلَه، ولن يَغضب بَعْدَه مِثله -ولم يذكر ذنبًا- نَفْسِي نَفْسِي، اذهبوا إلى غَيري، اذهبوا إلى مُحَمَّدٍ، فيأتون مُحَمَّدًا فيقولون: يا مُحَمَّدُ، أنت رسولُ اللهِ وخَاتَم الأنبياء، وغَفَر الله لك ما تَقَدَّم من ذَنبك وما تَأَخَّر، اشفع لَنَا إِلى رَبِّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فَأنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ العَرشِ، فَأَقَع سَاجِدًا لِرَبِّي، يَفتحُ الله لي مِن مَحَامِدِه وحُسْنِ الثَّنَاءِ عَليه شَيئًا لَم يَفتحه عَلى أَحدٍ قَبلي، ثم قال: يا محمد ارْفَع رَأْسَك، سَل تُعْطَه، واشْفَع تُشَفَّع، فَأَرْفَعُ رَأسِي فَأَقُول: أُمَّتِي أُمَّتِي يَا رَبِّ، فَيُقَال: يا محمد، أَدخِل مِن أُمَّتِك مَن لا حِسَابَ عَليهِم مِنَ البَابِ الأَيْمَن مِن أبوابِ الجَنَّة، وهُم شُرَكاء النَّاس فِيما سِوى ذَلِك مِن الأَبْوَاب، ثم
1 / 350