156

وكانت القهرمانة قد تمكنت من إعداد الحمول، وجاءت بالخصيان والجواري فساروا جميعا إلى السفائن، ونزلوها حين كان الحارث وهرميون ولمياء في سفينة ذات شطرين؛ ليكون أحدهما لورقة وعروسه، وكانت هيلانة وأورست في أخرى بجوارهم، وكان الأمير والبطريق، والصيدلاني نعيم معهما، في سفينة إمبراطورية واقفين إذ ذاك يرقبون مقدم ورقة؛ ليرحلوا.

وكان البحارة قد علموا بما جرى، فلما رأوا ورقة صاحوا مع الجمع مرحى! مرحى! وخطا ورقة يتبعه رؤبة إلى سفينة الحارث فتلقاه أهله بالقبلات والتهنئة على سلامته، والإعجاب بشجاعته التي أذاعها الأمير وهو منصرف إلى سفينته، وإذا بالأمير عن ظهر سفينته يناديه. فتركهم ورقة وذهب يحادثه من فوق حيزومها. فقال له الأمير: ماذا خبرتني عما أوحي إلى نبيك الكريم؟ قال: عزاء يا مولاي وتأميل، لا بد أن يتحقق. قال: قله للبطريق لعله يتعزى. فقال ورقة: إن الله يقول:

غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين .

أملوا الخير يا سادة بيزنطة، وارقبوا يوم النصر على بني ساسان، وصلوا لله الذي يجزي كل نفس بما تعمل. فرفع البطريق يديه إلى السماء داعيا ومصليا، ورفعت السفائن قلوعها مثله مؤمنة، وهي خارجة من ميناء لوكياس؛ لكي تعود إليها بعد تسع سنين - 627 ميلادية.

ناپیژندل شوی مخ