ومستراد المزهوين بفتوتهم، وثرائهم من شاب الإسكندرية وأولي النعمة المؤاتية من سراتها.
وقفت بهما السفينة عند مفترع ترعة البراكيوم
17
الآخذة من الخليج؛ لتروي تلك البساتين العامة من يمينها وشمالها وبساتين قصور الإمارة والحكومة على شاطئ البحر حيث تصب فيما بين رأس لوكياس
18
والهپتستاد
19
ليملأوا منها الصهاريج الكثيرة التي كانوا يدخرون فيها المياه لأيام الجفاف والحصار في حي البراكيوم العظيم وما يجاوره.
وقفها النوتية كأنما يستأذنون في أن يسيروا في هذه الترعة؛ إذ هي أقرب إلى قصر الإمارة، واعتادت سفن القصر أن تخترقها، ولكن هيلانة كانت منذ دنت بها السفينة من الإسكندرية في عراك نفساني كبير: أتقصد إلى دارها التي كانت فيها من قصور الإمارة وزوجها - أخو نيقتاس أمير الإسكندرية والديار المصرية - حي، أم تعود إلى البيت الذي يردها القدر بقتل زوجها في القدس إلى مثل ما كانت عليه فيه من الوحدة؟ ورأت في أن تلجأ إلى قصر نيقتاس دعوى لم يعد لها محل، ولا سيما بعد أن انقطعت صلتها بنيقتاس بقتل ولدها من أخيه. لم يبق لها إذن إلا أن تسير إلى بيت أبيها، ولذلك أشارت أن تسير بها السفينة إلى مدخل الخليج في الجانب الغربي الجنوبي من المدينة في حي رقودة؛ إذ كان بيت أبيها غربي السرابيوم.
ازدحم الخليج هناك عند باب فيلاق
ناپیژندل شوی مخ