116

سأصرف الرجلين من هنا، وسأدفع لهما أجرهما، وإن كانا لا يريدان أجرا، فقد أعطياني الخاتم الذي أعطيتهما إياه لأرده إليك، إنهما ليسا من جمالة النقل، بل هما من موالي سادة كرام أعرفهم في يثرب، وقد ملكتهما عليك شفقة. ها هو ذا. ثم أخرج الخاتم من جيبه، وتناول يدها ووضعه في الإصبع التي بدا عليها أثر نزعه، والمرأة غارفة في دموعها، لا تتكلم فقد كانت هذه المروءة فوق كل ما علمت أو وهمت، أو تجد له لفظا يفيه شكرا، ولكنه استمر يكلمها فقال: أما جرحك يا سيدتي فسأعالجه بعد قليل عندما يعود غلامي، ولا بد من نزع الزرد عنك، ونزع القميص كذلك، وسأتولى أنا هذا الأمر وحدي حتى لا يعرف أحد خفي أمرك، بيد أني أريد ماء ساخنا، ولا بأس أن يعده الغلام. هل معك ثياب؟ فابتسمت ابتسامة محزون ولم ترد. قال: لا بأس، عندي أنا شيء من ذلك للطريق، والسوق على كل حال قريبة.

وفيما هو يكلمها استطاعت أن تسأله: ممن تنتظر جزاءك على هذا الجميل يا صاحبي؟ قال: لا أنا أنتظر جزاء ولا أنا أريده. قالت: ولا من الله؟ قال: من يفعل ما يراه الناس خيرا ارتقابا لجزاء من الله يتلف الخير نفسه. على أن الله أعطاني جزاء هذا العمل سلفا بما أنا فيه من السعادة، وذلك أنك قبلت أن أتولى أمرك، ولكني ولا أكذبك إنما أرد جميلا لم يكن لي قبل برده؛ لقد أكرمتني سيدة من بني جنسك إكراما ليس وراءه إكرام، وأنا اليوم أعيش في نعمة من برها، وأحيا في ذكراها، وأشعر الآن إذ أنا معك أني معها بجوار ابنتها التي أحبها وتحبني، ثم فرق الدهر بيننا فهي اليوم في مكة تطوي فؤادها على وجد يأكل جسمانها، وأنا هنا في حرق تأكل حياتي، وما كان بكائي الذي أيقظك وحملك على النهوض إلي إلا لأن وجدي كان قد غلبني، وساعدته الوحدة والعزلة على الفتك بي فأطلق القلب مكنون سره. أشعر الآن أني أراهما إذ أراك، وأحادثهما كعهدي بهما في الأمس إذ أحادثك، وأني سعيد، وأن الدنيا بين يدي، وإذا قمت لك بما ترينه خيرا فكأنما أقوم به لهما؛ بل أرى بينك يا سيدتي وبين منى النفس شبها قريبا جدا. فتذكرت المرأة حاله عندما كان يبكي، وتذكرت أنه نطق باسم فتاة وهو في هواجس وجده ساعة أغمي عليها، وخيل إليها أنه كان يقول لها لمياء. فنهضت قليلا من مرقدها، وقالت: لمياء؟ قال ورقة: نعم. قالت وقد تذكرت أنه قال أنه يرد جميلا إلى سيدة من بني جنسها: بنت هرميون؟ فارتد ورقة إلى الوراء يتأمل وجهها متعجبا، وقدر أنها تعرفها من الإسكندرية، وقال: أجل يا سيدتي، بنت العالم قوزمان، وزوجة الحارث بن كلدة الطبيب، أتعرفينها؟ فعادت السيدة إلى فراشها منهوكة القوى من أثر هذه المفاجأة ولم تتكلم. فقال ورقة: أراك تعرفينها يا سيدتي! فأشارت بجفنيها وهزة من رأسها إيجابا، وصمتت وأخذت تتمتم صلاة بالرومية، ثم تكلمت أخيرا فقالت: هي أختي، ولمياء ابنتها تشبهني حقيقة. أهما في مكة الآن؟ قال نعم يا سيدتي. قالت: ألم تذكر هرميون لك أن لها أختا اسمها هيلانة؟ قال: بلى. قالت: أنا هي هيلانة. قال: يا رحمة الله، لقد كانوا جميعا يذكرونك، ويسائلون الله عنك، ولقد أحببتك يا سيدتي؛ لكثرة ما ذكروا عنك، يا لله! أي نعمة هذه التي ألقاها! ثم جثا وتناول يدها وأخذ يقبلها ويغمرها بفيض دمعه، وهيلانة غارقة كذلك في دموعها، ولكنها لم تر من المروءة أن تحرمه تلك القبلات البريئة التي كان يروي في دمعها بعض وجده، وإذا هو في ذلك الوجد يقول: واحسرتاه! لقد كسرت قلب لمياء بجمودي، وها هو ذا اليوم قلبي يتفتت، ولكني لم أجد من المروءة ولا الوفاء ولا من حقي أن أفصح لها عن هيامي بها. إن أباها أستاذي وسيدي، وهو رجل عظيم في الدنيا؛ بل لعله أعظم العرب من غير بني عبد المطلب، وما أنا إلا فتى قليل الشأن في مكة؛ كانت أمي سبية، وكان أبي نجارا من الإسكندرية، ولذلك كتمت عنها هيامي بها، وعملت على أن تكرهني لتنساني، وزادني إصرارا على دأبي هذا ما رأيت من سيدتي هرميون، فلقد كان أغلى أمانيها أن لا تزوجها إلا من أهلها في الإسكندرية، ومن بيت الأمير نيقتاس نفسه. فليلطف بي الله وبها، وليهبها كل ما ترجو لها وأرجو من النعمة والسعادة. فلما انتهى حديثه سمعها تقول: بل نذهب إلى مكة، خذني إلى مكة. لعلي أستطيع أن أجمع بينك وبين لمياء. فابتسم ورقة ابتسامة مكلوم يائس، ولكنها استمرت تقول: هل كبرت لمياء وصارت عروسا، وصار لها قلب يحب ويهوى! لقد تركتها طفلة في السابعة من عمرها. قال: صارت ملكا يا سيدتي. قالت: وأراها اختارت لهواها ملكا كذلك يا أخي. فتراجع الفتى قليلا، وأخذ ينظر إليها وحاول الكلام فقاطعته وقالت: وحق ابن الله ، لو كنت أمها ما زففتها إلا إليك أنت يا ورقة، إني لأراك آية من آيات الخير الذي يحدثنا عنه القديسون. قال وقد أخذه الحياء من كلامها: سيدتي! إنما ترينني كذلك؛ لأني في أحسن حالاتي: فتى ذليل النفس شريدا طريدا مقطوع الأمل في الحياة، واجدا هائما، يجد في ظلمة اليأس والحزن نورا وسعادة. قالت: خذني إلى مكة لأرد إليك جميلك، ولأهدي ابنة أختي نعمة. قال لا أستطيع يا سيدتي. إن أخاها لأبيها أهدر دمي؛ لأنه كره أن أكون ولدا لأختك. قطع بيني وبينها في اليمن، وأهدر دمي في مكة هو والمشركون جميعا؛ لأني قتلت عبدا لهم كانوا قد أرسلوه في السحر ليقتل سيدي وملاذي رسول الله محمد بن عبد الله. فأنا شاكر لك فضلك يا سيدتي، وأرى ما أنا فيه اليوم أكبر عوض، وسأذهب بك إلى الإسكندرية، إن لي في حي رقودة أبناء أعمام أعرفهم بأسمائهم سأبحث عنهم، وسأشتغل هناك بما يشتغلون به. قالت هيلانة: لا بأس بذلك، ولكني سأدخلك خدمة نيقتاس والي الإسكندرية، وسيعرف لك جميلك. إني زوجة أخ له اسمه تيودور كان في الإسكندرية قبل أن يجيئها نيقتاس من أفريقية (تونس) بجيوش هرقل بعشرة أعوام، وتزوجني قبل فتحها على يديه بخمسة، ثم قضى لنا سوء الطالع أن نرحل إلى أذاسا؛ لنلقى جيوش الفرس، ولكن الروم دحروا؛ لأن الفرس استعانوا بألوف مؤلفة من العرب واليهود على الشام وتملكوها، ومنذ ثلاثة أشهر حاصروا القدس ودكوا حصونها، وانحدروا علينا كالسيل يقتلون ويحرقون، وكان زوجي على رأس بعض الجيش فقتل واحسرتاه وهو يدافع عن كنيسة القيامة، وكنت يومئذ في الدار فجاءني بعض جنده يخبرونني خبره، وليحملوني على الرحيل بولدي فرارا من القتل، وألبسني أحدهم زردا تحت ثوبي المسبل من قبيل الحيطة وهو هذا الذي رأيت، ولكن اليهود أدركوهم فحاربوهم في بيتي وقتلوهم جميعا إلا واحدا فقد ظل يدافع عني وعن ولدي حتى ضربه أحدهم ضربة ألقته على الأرض مقطوع الساعد، وهجم بعضهم علي ليسبوني أنا وولدي حين كان أحدهم يضربني ليقتلني، ثم خنقتها العبرات واستمرت تقول: حتى رأيت ولدي قتيلا بجواري ، ولم أشعر بعد ذلك بشيء إلا أن الجندي الأبتر يحملني، ويسير بي مجدا في الجبال والأودية وراء بيت المقدس، والدم يقطر من ساعده، وضعني على كتفه كما تضع الأمر طفلها، حتى وجد مضربا لهذين العربيين فألقاني بين أيديهما، وكلمهم في شأني بالعربية كلاما لم أفهمه كله، ولكني أدركت القصد منه. ثم أخبرني بالجهد أنهم سينقلونني إلى أيلة عند أميرها، وأنه خبرهما أني أمير، ثم أسلم الروح وقضى وهو شاخص إلي، وأنا كذلك شاخصة إليه هلعة لا أدري ماذا يجري في الدنيا؟ فقد زايلني أكثر صوابي، حتى تنبهت لنفسي بعد مسيرة يوم، فرأيتني في هذه الملابس فأدركت أنه هو الذي ألبسني إياها عندما عزم أن ينقلني. أراد أن يخفي حقيقتي عن الناس. فبكيت طول الطريق، وصليت لله أن يأخذني إليه. كل هذا وأنا لا أشعر أني جريحة، ولكني رأيت الدماء على ما ألبسني الجندي، وشعرت بالألم وتحسست بيدي فعرفت ما رأيت، ولقد كنت أتمنى أن أموت كما مات زوجي وولدي، ولكني واحسرتاه لم أمت، بل عشت لما هو شر من ذلك؛ للحزن والثكل، ولقد أحسن إلي هذان العربيان بما لا أدري كيف أشكرهما عليه، وحملاني على بعيرهما كما رأيت. فلما أنزلاني ليلة أمس للمبيت، ولم أكن حملت نقودا لم يسعني إلا أن أشكرهما من كل قلبي، وأعتذر إليهما من عجزي عن مكافأتهما، ثم قدمت لهما خاتم الزمرد الذي رداه إليك. قل لي: كيف أشكرهما؟ ولكنك ستتولى عني ذلك. أجزل بحقك عطاءهما ما استطعت، وعسى أن أتمكن من رده إليك في الإسكندرية، وإلا فالخاتم لك وعقد اللؤلؤ لك. قال ورقة: أمسكي عليك القول يا سيدتي، لا أريد مالا قبح المال والراغبون فيه. أسقطي المال فيما بيننا يا سيدتي، فما يفسد علي نعمة الله إلا ذكر المال. إن معي ما يكفينا ويزيد.

فصمتت هيلانة فترة طويلة ذرفت فيها ذوب قلبها كله، ثم قالت: الحمد لله الذي وهبني على اليأس أخا وصديقا.

الفصل الثالث والثلاثون

إلى أثريب

عاد الجمالة بالجمال بطانا من خيرات الله في مرابض معان، ريا من مياهها العذبة الجيدة، فأناخوها في مدرأ من هواء الخريف، ثم ضربوا لأنفسهم مخيما يقضون فيه الليل في جوارها لحراستها، ولكنهم صعدوا إلى ورقة؛ ليقضوا معه ما بقي من اليوم، وقد بدا الآن في نظر اليثربيين مثل الشجاعة والمروءة والعقل الراجح فقد ذكر لهما غلام إياس ما كان منه من قتل عملاق بني قريظة وفارس بني النضير في الدفاع عن سيدهما ابن زرارة في يوم بعاث الذي انقلب في النهاية على الخزرج، وأن سيده إياسا اضطر أن ينقذه من أيدي اليهود بترحيله عن يثرب في قطع من الليل كما اضطر المسلمون في مكة إلى إنقاذه بترحيله عن مكة إثر ما تآمر المشركون على قتله جزاء إفساده عليهم كل ما كانوا يعدون من الأذى للمسلمين ولرسول رب العالمين، وانبرى موليا بني أيوب يدعوان له ويثنيان عليه؛ لإنقاذه سيد الخزرج، ويأسفان على أنهما لم يكونا في يثرب في ذلك اليوم.

وكان العصر قد آذن فنهضوا للوضوء والصلاة، وتعاهدوا جميعا على الأمانة والصدق والعفة والتقوى، ونصر الله. ثم انصرف اليثربيان إلى مضربهما بجوار المطايا حامدين شاكرين تاركين الأمير في عناية ورقة واثقين بفضله ومروءته.

أما ورقة فجلس يفكر طويلا في أحداث هذا اليوم حتى إذا ذكر هيلانة، تنبه إلى أنه وعد أن ينظف جرحها ويكسوها غير كسوتها؛ فنادى غلامه، وأمره أن يغسل ماعونا مما لديه، ويغلي فيه ماء، ويغلي اللبن كذلك ليطعم الأمير، وكان قد عزم في نفسه على الرحلة إلى أيلة فالإسكندرية، فأعد كتابين أحدهما إلى إياس، والآخر إلى أسعد يشكرهما فيه على ما لقي من البر والخير، وحدثته نفسه أن يكتب رسالة إلى باقوم وأمه؛ ليخبرهما بما اعتزم من السفر إلى الإسكندرية، ويرجو من إياس أن يرسلها إليهما مع من يكون ذاهبا إلى مكة من رجاله فكتبها كذلك.

فلما انتهى الغلام من مهمته، وجاء بالماء الساخن واللبن، أمره ورقة أن يدخل به غار الأمير، فلما عاد خطر له أن يبعده عن المكان، فأرسله إلى سوق عمان؛ ليشتري خبزا ونسيجا لعمامته. فانصرف الغلام في ذلك. أما هو فأخرج من جوالقه قميصا من الكتاب وخرقا كالمنديل وعصابة من عصائب عمامته، وفتح جوالق الغلام فاستخرج منه قدرا كبيرا من ملح الطعام، ودخل بذلك على الأميرة. فلما رأته بدت عليها علامات المسرة بمرآه، وابتسمت ابتسامة المحبة الخالصة، فقال لها: أعددت لك الغسول يا سيدتي، وجئتك بقميص مما ألبس، فلا تعيبيه، إنه ليس كقميصك الذي من الحرير، ولكنه خير منه الآن. بيد أني أرسلت غلامي إلى سوق عمان؛ ليأتي لنا بنسيج، قالت: ليس لي معك رأي، افعل ما ترى. قال: شكرا. ثم أنهضها برفق وحل اللفاعة ونزعها، ثم وضعها تحت خاصرتها؛ ليقي بها الماء عن الفراش ساعة الغسيل، وحل أزرار الدراعة، وأتى بالماء فوضع فيه ما أتى به من الملح، ووضع الخرق فيه، وأخذ يبلل الجرح بالماء المملح، ويزيل الدماء والمدة عن الجرح شيئا فشيئا، وعندما لان اللحم والجلد الجافان تلطف فأخذ ينزع حلقات الزرد المشتبكة فيهما من أثر سيف اليهودي، والأميرة تتألم ولا تجرؤ أن تتأوه، حتى أخلى الزرد كله عنها، واستمر ورقة يغسل الجرح حتى نظف، جففه بخرقة مما أعد، ولف خصرها بعصابة عمامته، وجعل منها نطاقا، ثم غطاها بغاشيتها التي كانت تتغطى بها في فراشها، وعندئذ أغمض عينيه؛ لكي لا تتأذى الأميرة بوقوع بصره على بدنها، وتناول كمي الزرد واحدا بعد آخر؛ ليخلعه عنها، وكذلك فعل بالقميص الحريري الذي كان تحته وهو في إغماضه لا يرى. ثم التفت عنها مظاهرا، وقدم لها بيده ممتدة إلى الوراء قميصه لتلبسه؛ فأخذته منه ولبسته، حين كان قد انحنى يأخذ ماعون الماء والخرق الملوثة؛ ليخرج بهما من الغار مظاهرا، وعاد ورقة بعد ذلك يأخذ الدرع وقميصها الملوثتين بالدماء فلما تناولهما رأى في عينها علامة التردد فأدرك أنها لا تريد أن يبدو قميصها للعين فيراه الجمالة ويعجبوا. فابتسم ورقة وقال: لولا أني أخشى أن نحتاج إليه في الطريق؛ لتركته على حاله، ولكني سأغسله بيدي على الفور قبل أن يعود غلامي، وأدع له اللفاعة ليغسلها هو، وسيجفان ولا شك قبل الصباح، قالت وقد ابتسمت: افعل ما بدا لك بيد أن لا حاجة بنا إلى القميص، أما نستطيع أن نشتري من هنا نسيجا أو من أيلة، إني أستطيع أن أخيط ما نشاء. قال: كذلك ولكن لا بأس بغسله، إنه لا يكلفني شيئا. ثم خرج فغسله مما عليه من الدماء وعاد به بعد قليل فنشره على حجرين في غرفتها على صورة لا يبدو منها حقيقته، ولاحظت الأميرة ذلك وابتسمت، وقالت أراك تحسن التمويه يا ورقة، قال: إلا في الخير يا سيدتي. قالت: قصدت ذلك بالطبع، معذرة إليك وفيما هما في ذلك عاد الغلام بالخبز والنسيج فتناوله منه وشكره، ورجا منه أن يغسل لفاعة الأميرة فقد تركها له عند السقاء، وانصرف ورقة يطعم السيدة شيئا من اللبن والخبز، حتى إذا طعمت لففها في النسيج وهو لا ينقطع عن مؤانستها بأدبه وأحاديثه وتأميلاته، فذكر لها أنه سيقضي في معان يوما واحدا؛ لتقوى على الرحلة إلى أيلة، ولا يقيم بعدها فيها إلا ريثما يستعد للرحلة إلى القلزم.

وكانت الشمس قد غربت في ذلك الحين، وكاد الغار يظلم فخرج بها ورقة إلى خيمته؛ ليقضيا بعض الليل في ضياء النجوم حتى إذا غلبها نوم العافية المؤاتية حملها إلى مرقدها فنامت، وانصرف هو؛ ليسهر عليها وعلى لمياء. •••

ناپیژندل شوی مخ