2

ازمنه

الأزمنة وتلبية الجاهلية

پوهندوی

د حاتم صالح الضامن

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

قال ذو الرُّمَّةِ (٩): (وبَيْتٍ بموماةٍ خَرَقْتُ سماءه ... إلى كوكبٍ يَزْوِي له الوَجْهَ شارِبُهْ) وقد يجوزُ أنْ يكونَ جمعَ سَمَاوَةٍ. والسمَاوَةُ: أَعْلَى كلِّ شيءٍ، فيصيرْ مذكَّرًا في لغةِ مَنْ ذَكَّرَ جرادًا وجرادةً، وتَمْرًا وتَمْرَةً، ويكونُ قولُ اللهِ تعالى: ﴿السماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ﴾ (١٠) على ذلك. قال رجلٌ من بني سعد (١١): (زهْرٌ تَتَابَعُ في السماءِ كأنَّما ... جِلْدُ السماءةِ لؤلؤٌ منثورُ) فأدخلَ الهاءَ فأَنَّثَ. قالَ جَنْدَلُ بنُ المثنَّى الطّهوِيّ (١٢): (يا ربّ ربّ الناسِ في سماتِهِ ...) فقَصَرَها وأَدْخَلَ الهاءَ أيضًا. وقالوا: سماءٌ وأَسْمِيَةٌ. فهذا إنَّما يجيءُ على جَمْعِهِ (٢ أ) مذكَّرًا لمن قالَ: هذا سماءٌ، لأنّ (أَفْعِلَة) مِن جمعِ المذكّرِ، مِثل غطاءٍ وأَغْطِيَةٍ ودواءٍ وأَدْوِيَةٍ. وقد يكونُ على (أَفْعُل) مثل ذِراعٍ وأَذْرُعٍ. وقالَ العَجَّاجُ (١٣): (تَلُفُّهُ الرياحُ والسُّمِيُّ ...) كأَنَّهُ جَمْعٌ على تأنيثِ السماءِ، مِثْلُ عَناقٍ وعُنُوقٍ. وقالَ: هذا بَطْنُ السماءِ، وهذا ظَهْرُ السماءِ، لظاهِرِها الذي تراهُ، قالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿رَواكِدَ على ظَهْرِهِ﴾ (١٤) . وقالوا: الظَهْرُ الوَجْهُ. [ومن أَسماءِ السماءٍ] (١٥): بِرْقِعُ (١٦)، وقال أُمَيَّةُ (١٧): (وكأنّ بِرْقِعَ والملائكَ حَوْلَها ... سَدِرٌ تواكَلَهُ القوائمُ أَجْرَدْ)

(٩) ديوانه ٨٥٢. (١٠) المزمل ١٨. وينظر: المذكر والمؤنث للمبرد ١٠٣ - ١٠٤، المذكر والمؤنث لابن التستري ٨٣. (١١) الأزمنة والأمكنة ٢ / ٣. (١٢) الأزمنة والأمكنة ٢ / ٣. (١٣) ديوانه ١ / ٥١٢. (١٤) الشورى ٣٣. (١٥) يقتضيها السياق. (١٦) الأزمنة والأمكنة ٢ / ٤، المخصص ٩ / ٦. (١٧) ديوانه ٣٥٨.

1 / 12