لانقضاء وقت عادتها في الطلوع والأفول.
ب- أن يكون المراد بالمستقر وقوفها عنده تعالى يوم القيامة، والشّاهد لهذا قوله في آية أخرى: كَلَّا لا وَزَرَ، إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ
[سورة القيامة، الآية: ١٠، ١١] فهو كقوله في غير موضع: ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ
، وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ*
[سورة الحديد، الآية: ٥]، وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ*
[سورة البقرة، الآية: ٢٤٥] .
ج- أن يكون المعنى أنها لا تزال جارية أبدا ما دامت الدّنيا تظهر وتغيب بحساب مقدر كأنها تطلب المستقر الذي علمها صانعها فلا قرار لها؛ ويشهد لهذا الوجه قراءة من قرأ والشّمس تجري لا مستقر لها، وذلك ظاهر بيّن يوضحه قوله تعالى بعقبه: ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ*
[سورة يس، الآية: ٣٨]، أي تقدير من لا يغالب في سلطانه ولا يجاذب على حكمته، قوله: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ
[سورة يس، الآية: ٣٩]، الآية. برفع القمر على، وآية لهم اللّيل وإن شئت على الابتداء، وينصب على، وقدّرناه والعرجون) عود لعذق الذي تسمّى الكباسة تركبه الشمّاريخ مثله الأثكول والعثكول من العذق، فإذا جفّ وقدم دقّ وصغر وحينئذ يشبهه الهلال في أول الشهر وآخره.
وقال أبو إسحاق الزّجاج: وزنه فعلول لأنّه من الانعراج، وقال غيره: هو فعلول لأنه كالفثلول، ومعنى الآية وقدّرنا القمر في منازله الثمانية والعشرين، وفي مأخذه من ضوء الشّمس، فكان في أوّل مطلعه دقيقا ضئيلا، فلا يزال نوره يزيد حتى تكامل عند انتصاف الشّهر بدرا، وامتلائه من المقابلة نورا، ثم أخذ في النقصان بمخالفته لمحاذاة، وتجاوزه لها حتى عاد إلى مثل حاله الأولى من الدّقة والضؤلة وذلك كلّه في منازله الثمانية والعشرين لأنه ربّما استتر ليلة، وربما استتر ليلتين فمشابهة الهلال للعرجون في المستهل والمنسلخ صحيحة.
فأما قوله: حتى عاد فكأنه جعل تصوّره في الآخر بصورته الأولى في الدّقة مراجعة، ومعاودة. والقديم يراد به المتقادم كما قال في قصة يعقوب ﵇: إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ
[سورة يوسف، الآية: ٩٥] . وقال الفرّاء القديم يقال لما أتى عليه حول. وقيل أيضا:
معنى عاد صار، ويشهد لذلك قول الشّاعر:
أطعت العرس في الشّهوات حتّى ... تعود لها عسيفا عبد عبد
ولم يكن عسيفا قط، وقال امرؤ القيس:
وماء كلون البول قد عاد آجنا ... قليل به الأقوات ذي كلأ مخل
أي صار، وقال الغنوي:
1 / 22