ولكن أهل القرى كانوا يتحامونه ولا يجرءون على أن ينموا عليه، وكان إبراهيم ميسور يدفع عنه أذى الأقوياء، وإذا أجرم جريمة أسبل عليه جاهه وأقام له محاميا حتى يبرئه.
وأخذ «رحومة» يقص على فؤاد نبأ الرجل الذئب وما حدث بينه وبين سيده ميسور من القطيعة، فحكى له كيف انقلب «سلومة» على صديقه القوي فكشر له عن نابه، فلم ينم عنه ميسور حتى بعث به إلى السجن ليلقى جزاء جرائمه.
ولم يخل قلب فؤاد من الأسف عندما تمثل صورة ذلك الرجل وهو يطارد أقرانه رشيقا خفيفا فوق فرسه في حلبات السباق.
وسأل رحومة قائلا: وماذا فعلت أمه وأخوه؟
فقال رحومة: جاءوا إلى هنا.
فقال فؤاد راضيا: أود أن أراهما.
فقال رحومة: لا شك أنهما آتيان للسلام.
فقال فؤاد: وكيف حال تعويضة؟
فقال الرجل ضاحكا: كما تركتها في العيد.
وتذكرها فؤاد في يوم العيد السابق إذ أهدى إليها ثوبا من القطن زاهي اللون فضحكت قائلة: أألبس هذا؟
ناپیژندل شوی مخ