فقال له فؤاد: أتعرف كيف أراك يا سعيد؟
فنظر إليه سعيد ضاحكا وقال: هل أصبحت فنانا؟
فصاحت علية: وهل تريد أن يقتصر الفن عليك؟ سأرسم لهذا الساحل صورة تجعلني من الخالدين.
ثم ضحكت قائلة: أليس هذا الخلود هو مطمع أهل الفنون؟
فأجابها سعيد: أهكذا يليق أن تتحدث التلميذة إلى أستاذها؟
ثم التفت إلى فؤاد قائلا: أحب أن أعرف كيف تراني؟
فقال فؤاد: كأني بك أحد كهنة القدماء.
فضحكت علية وقد أعجبها التشبيه وقالت: هكذا صورة الراهب في تاييس.
فقال فؤاد: هكذا كان الكاهن القديم يقف فيقول للناس: إني أرى الإله، فيقول المساكين: هذا هو، وإن لم يروا شيئا.
فقال سعيد: ولكني أرى إلهي حقا، ولا عيب علي إذا كانت العيون لا تراه، فأنا أبصر هذا الوجود ألوانا وأشكالا، وإن كنت تأبى علي إلا أن أراها أشياء وأشخاصا.
ناپیژندل شوی مخ