فقال ولم يجد ما يقوله: كيف حالك؟ وكيف حال غنمك؟
فضحكت قائلة: ولدت نعجتي اثنين، ذكرا وأنثى لم تضع نعجة مثلهما، ثم عادت مسرعة إلى غنمها وهي تقول: تريث حتى تراهما.
ودخل إلى الحقل وراءها حتى لقيها مقبلة بالسخلين، أحدهما أبيض لا شية فيه، والآخر مرقط ببياض في سواد، وكانا رشيقين كأنهما خشفا ظبية تجمعهما تعويضة إليها وهما يتواثبان ويثغوان في فزع، وهي تضحك وتحاورهما حتى انفلتا منها.
فقال فؤاد يضاحكها: وماذا سميتهما؟
فأمالت رأسها في خفر ونظرت إليه نظرة باسمة وقالت: لم أسم الأنثى.
فقال فؤاد: والآخر؟
فكركرت ضاحكة وهي تقول: قوية!
وكانت ضحكة خارجة من أعماق قلبها!
وخفق قلب فؤاد إذ سمع قولها وصاح: قوية؟
ثم تمالك نفسه فأمسك، وملأ عينيه منها كأنما لم تقع عليها عينه قبل تلك الساعة، فرآها فتاة لا زهرة، فتاة مليحة ممشوقة القوام غضة الشباب لدنة العود مملوءة حياة ومرحا، ولو أطاع نفسه في تلك اللحظة لاندفع نحوها فطواها بين ذراعيه متلهفا.
ناپیژندل شوی مخ