الله الجميع. وممن خرج بفاس من العلماء أبو لعباس البقي ثم رجع إلى غرناطة وقضيته معروفة.
ولا بأس أن نورد كتاب السلطان أبي عبد الله محمّد بن الأحمر المخلوع المذكور الذي بعث به لصاحب فاس في ذلك العهد تمهيدا لعذره وتوطئة لمقصده وتطارحا على تلك الأبواب وتملقا وتمسكا بذلك الجناب وتعلقا وهو في الغاية الفصاحة والبلاغة من إنشاء الفقيه الأديب الشاعر الناظم الناثر الكتب المجيد البارع البليغ أبي عبد الله محمّد بن عبد الله العربي العقيلي ﵀ وسماه بالروض العاطر الأنفاس في التوسل إلى المولى الإمام سلطان فاس ونصه بعد الافتتاح:
مولى الملوك ملوك العرب والعجم ... رعيا لمّا مثله يرعى من الذم
بك استجار ونعم الجار أنت لمن ... حار الزمان عليه جور منتقم
حتى غدا ملكه بالرغم مستلبا ... وأفظع الخطب ما يأتي على الرغم
حكم من الله حتملا مرد لم ... وهل مرد لحكم منه منحتم