5
مع كبار الصبيان في الكتاب، ويعبث معهم على غفلة منه، فإذا صليت العصر وأغلق الكتاب كان بينه وبينهم مواعيد هناك عند شجر التوت، أو عند «القنطرة» أو في «معمل السكر».
ومن غريب الأمر أن الرجلين كانا صادقين مصيبين، وأنهما كانا مضطرين إلى أن يتعاونا على كره ومضض؛
6
أحدهما محتاج إلى أن يعيش، والآخر محتاج إلى من يدبر له أمور الكتاب.
اتصل صبينا بالعريف، وأخذ يتلو القرآن بين يديه، ستة أجزاء في كل يوم، ولكن ذلك لم يستمر ثلاثة أيام، ضاق الصبي بهذه التلاوة منذ اليوم الأول، وضاق العريف بها منذ اليوم الثاني، وتكاشفا
7
بهذا الضيق في اليوم الثالث، واتفقا منذ اليوم الرابع على أن يتلو الصبي في سره ستة أجزاء بين يدي العريف، حتى إذا أحس اضطرابا، أو غاب عنه لفظ، سأل عنه العريف. وأخذ الصبي يأتي في كل يوم، فيسلم على العريف، ويجلس على الأرض بين يديه، ويحرك شفتيه مهمهما
8
كأنه يقرأ القرآن، ويسأل العريف من حين إلى حين عن كلمة، فيجيبه مرة، ويتثاقل عنه مرة أخرى. ويأتي سيدنا في كل يوم قبيل الظهر؛ فإذا سلم وجلس، كان أول عمل يأتيه أن يدعو الصبي فيسأله: أقرأت؟ - نعم. - من أين إلى أين؟
ناپیژندل شوی مخ