صدرت صرخة حادة مزعجة «كوااا!» من حجرات الخدم؛ كانت زوجتا كو سلا قد بدأتا شجارهما الصباحي. وفي الممر تبختر ديك المصارعة المروض، المسمى نيرو، في خط متعرج، بينما خرج با بي بوعاء أرز وأطعم نيرو والحمام. تصاعدت صيحات أخرى من حجرات الخدم وأصوات الرجال الخشنة وهم يحاولون وقف الشجار. كان كو سلا يعاني كثيرا من زوجتيه. ما بو، زوجته الأولى، امرأة نحيلة جامدة الوجه، جعلتها كثرة الحمل نحيفة، وكانت ما يي (الزوجة الصغيرة)، هرة بدينة كسولة تصغرها ببضع سنوات. وكانت المرأتان تتشاجران بلا انقطاع متى كان فلوري في المقر وكانتا معا. ذات مرة بينما كانت ما بو تطارد كو سلا بعصا خيزران، توارى وراء فلوري متحاميا، فتلقى فلوري ضربة مؤلمة على ساقه.
كان السيد ماكجريجور يرتقي الطريق، بخطوات خفيفة وهو يؤرجح عصا مشي غليظة. كان يرتدي قميصا كاكيا من قماش العمائم، وسروالا قصيرا من قماش الدريل القطني، وخوذة صيد خفيفة. فقد كان إلى جانب أدائه التمارين، يذهب في تمشية خفيفة مسافة ميلين كل صباح متى استطاع توفير الوقت.
صاح السيد ماكجريجور بفلوري بصوت صباحي ملؤه الود، مصطنعا اللكنة الإيرلندية، قائلا: «أجمل صباح صباحك!» راعى أن يكون سلوكه مفعما بالنشاط منتعشا كمن أخذ حماما باردا في هذه الساعة من الصباح. كما أن مقال «بورميز باتريوت» التشهيري، الذي قرأه في الليلة الماضية، كان قد ساءه لذا فقد تظاهر بمرح استثنائي للتستر على الأمر.
رد عليه فلوري صائحا بأقصى ما استطاع من ود قائلا: «صباح!»
يا له من أصلع عجوز بغيض! هذا ما جال بخلده وهو يشاهده في ارتقائه الطريق. كم تنتأ هذه العجيزة حقا في هذا السروال القصير الكاكي الضيق. إنه كواحد من رؤساء فرق الكشافة الكريهين الكهلة أولئك، المثليين جنسيا جميعا دون استثناء، الذين ترى صورهم في الصحف المصورة. إنه يتأنق في تلك الملابس السخيفة ويكشف عن ركبتيه السمينتين ذاتي التعاريج، لأنه من طباع السيد الأبيض أن يؤدي التمارين الرياضية قبل الإفطار، يا للقرف!
جاء رجل بورمي صاعدا التل، بقعة من اللونين الأبيض والأرجواني. كان هذا كاتب فلوري، قادما من المكتب الصغير، الذي لم يكن بعيدا عن الكنيسة. حين بلغ البوابة، هبط إلى ركبتيه محييا وقدم ظرفا متسخا، مختوما على طرف الغطاء كما جرت الطريقة البورمية. «صباح الخير يا سيدي.» «صباح الخير. ما هذا الشيء؟» «خطاب محلي، سعادتك. جاء هذا الصباح. أعتقد أنه خطاب مجهول المصدر يا سيدي.» «اللعنة. حسنا، سأنزل إلى المكتب قرب الساعة الحادية عشرة.»
فتح فلوري الخطاب، الذي كان مكتوبا في ورقة فولسكاب، وجاء فيه:
السيد جون فلوري
سيدي، أود أنا الموقع أدناه أن أوعز لسيادتك وأعلمك ببعض المعلومات النافعة التي من شأنها أن تفيد سيادتك فائدة كبرى يا سيدي.
لقد لوحظ يا سيدي في كياوكتادا صداقتك الوطيدة للدكتور فيراسوامي، الجراح المدني، وترددك عليه، ودعوته إلى منزلك ... إلخ. ونود يا سيدي أن نعلمك بأن الدكتور فيراسوامي المذكور ليس رجلا صالحا وغير جدير على الإطلاق بصداقة سيد أوروبي. فالطبيب موظف حكومي محتال وخائن وفاسد إلى حد بالغ. فهو يعطي المرضى ماء ملوثا ويبيع لهم الدواء لحسابه الخاص، فضلا عن العديد من الرشاوى وعمليات الابتزاز ... إلخ. وقد جلد اثنين من المساجين بالخيزران، ثم دعك مكان الضرب بالفلفل الحار حين لم يرسل أقاربهما مالا. بالإضافة إلى هذا فهو متورط مع الحزب الوطني وتقدم مؤخرا بمعلومات لمقال خبيث جدا ظهر في «بورميز باتريوت»، هوجم فيه السيد ماكجريجور، نائب المفوض المحترم.
ناپیژندل شوی مخ